وجه وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبي، ومستشار الرئيس الفرنسي، هنري غينو، تحذيرا شديد اللهجة لوالد منفذ هجمات تولوز ومونتوبان، محمد مراح؛ إذ طلبوا منه التزام الصمت بعد أن هدد بن علال محمد مراح بمتابعة الحكومة الفرنسية قضائيا، نتيجة تعمد الشرطة قتل ابنه بدلا من القبض عليه وإحالته على القضاء لمحاسبته عن أفعاله. ولاتزال الطبقة السياسية المحسوبة على الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، تستثمر في قضية محمد مراح، حيث سارع ممثل الدبلوماسية للرد على التهديدات التي أطلقها والد محمد مراح من الجزائر من مدينة المدية بعد أن لمس أن هناك تلاعبا وغموضا في حادثة قتل ابنه. ولم يراع آلان جوبي وهو يصرح لراديو فرنسا كلاسيك، اللغة الدبلوماسية وهو يعيد إثارة القضية، حيث وصف محمد مراح ب “الوحش”، واستعان بهذه العبارة في التعبير عن تداعيات القضية ومنفذها. وتقمص جوبي دور المرشد عندما قال “إنني لو كنت والد هذا الوحش، لخجلت من عاري”. كما دعا آلان جوبيه، أمس، بعدم إذاعة لقطات الفيديو التي التقطها محمد مراح خلال عمليات القتل التي ارتكبها بتولوز ومونتوبان “أعتقد أن هذا تحريض على العنف والقتل في عقول غالبا ما تكون مضطربة أو هشة، يعد أمرا بغيضا”. وقال زياد طروش من الجزيرة إن القناة ليست أداة لإثارة ولا تسعى إلى إذاعة صور دون الأخذ في الاعتبار المخاطر والعواقب، مشيرا إلى أنه سيتم البت في قرار البث من دونه في الوقت المناسب. وتداولت الوجوه المحسوبة على ساركوزي، المترشح للسباق الرئاسي، للاستثمار في القضية قدر الإمكان، حيث خرج مستشار الرئيس الفرنسي، هنري غينو، هو الاخر عن صمته، لينعت التصريحات التي صدرت عن والد محمد مراح بالبذيئة. وواصل مستشار ساركوزي في تصريح أدلى به لإذاعة فرنسا الثقافية “من حقه، لكن ليست لدي أي كلمة أستطيع التعبير بها عن الأمر سوى البذاءة”. وقال إن “هذا النوع من الأشخاص هو وحش” ونفى المتحدث أن تكون الحكومة الفرنسية التي تعمدها سياسة التهميش والإقصاء و فشلها في إقرار سياسة اندماج بالمجتمع، هي المسؤولة عن الجريمة التي ارتكبها محمد مراح عندما قال “لقد قتل ببرودة دم، إن المجتمع غير مسؤول عن هذا الأمر بتاتا”.
