أوردت مصادر مطلعة ل”الفجر” أن حملة توقيعات العريضة الخاصة برحيل بلخادم من الأمانة العامة للأفالان وعقد دورة مركزية طارئة لمحاسبته، بلغ 250 توقيع من قيادات بالحزب بمختلف المواقع، على خلفية مشاركته في منتدى مرسيليا، حيث اعتبرها موقعو العريضة إهانة للحزب، في حين يحاول بلخادم حسب نفس المصادر ترجيح “الكفة” في صفه بإسقاط بعض الأسماء من قوائم الترشيحات منها طليقة القرضاوي “أسماء بن قادة” التي رشحها في المرتبة الرابعة بقائمة الجزائر العاصمة. يواجه الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أصعب مرحلة في مساره السياسي، حيث امتدت جبهة معارضته ببيت الأفالان خارج حركة التأصيل والتقويم التي أعلنت خروجها عن بيت الطاعة بقيادة الصالح قوجيل، منذ نتائج المؤتمر الأخير الذي عقد مارس 2010 لتمتد هذا الأسبوع إلى أسماء بالمكتب السياسي واللجنة المركزية، منها أسماء ظلت تحسب في صفه ويعود له الفضل في تبوئها مناصب قيادية بالأفالان، كعبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي المكلف بالشؤون الخارجية، والوالي الأسبق عمار فريخة الذي يلقب بأمين سره، حيث قالت مصادر “الفجر” إن عدد توقيعات لقيادة جبهة التحرير الوطني ضمن عريضة الإطاحة بعبد العزيز بلخادم من منصب الأمين العام التي انطلقت أول أمس قد فاقت 250 توقيع وأغلبها صادرة عن الأسماء الثقيلة بالأفالان، منهم وزراء وبعض السفراء وكذا أمناء المحافظات وأعضاء في اللجنة المركزية ونواب بالمجلس الشعبي الوطني المنتهية عهدته بسبب ما أسمته مصادر “الفجر” عدم التزام بلخادم بتقديم الأسماء والمراتب التي تم الاتفاق عليها في مختلف القوائم الولائية التي قدمت لمصالح وزارة الداخلية بتاريخ 26 مارس، كما غير بلخادم حسب نفس المصادر العديد من الأسماء التي حظيت بتزكية القواعد النضالية بالمحافظات والقسمات بأسماء أخرى غريبة عن الحزب. وتطالب نفس العريضة بمحاسبة بلخادم طيلة فترة توليه منصب الأمين العام في دورة استثنائية طارئة للجنة المركزية. من جهة أخرى وأملا في استرضاء جبهة معارضته في الوقت بدل الضائع، لجأ عبد العزيز بلخادم، حسب ذات المصادر، أمس لدى عودته على جناح السرعة من منتدى ماريان - الخبر بمرسيليا، في إبعاد بعض الأسماء التي كانت محل تحفظ في قوائم التشريعيات منها طليقة يوسف القرضاوي، أسماء بن قادة، التي قدمت في المرتبة الرابعة ضمن قائمة الحزب عن ولاية العاصمة رغم أنها لم تكن مناضلة في صفوف الحزب، في الوقت الذي اقترحت فيه العديد من المناضلات بمختلف محافظات وقسمات ولاية الجزائر. ويأتي هذا الحراك الداخلي بجبهة التحرير الوطني قبيل الحملة الانتخابية التي تنطلق يوم 15 أفريل الجاري بعد هزات متتالية تعرض لها بلخادم بحر الأسبوع الأخير، منها حرمانه من ترؤس قائمة الأفالان بالعاصمة وبالتالي كبح طموحه في تولي منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني، إلى جانب إحراج تسبب فيه لدى مشاركته في منتدى ماريان فرانس أنتار- الخبر، جراء مقاطعة مرشح تيار اليسار فرانسوا هولاند لمناظرة كانت مبرمجة مع الأمين العام للأفالان في آخر لحظة كما نقلته “الفجر” في عددها الصادر أمس، إلى جانب تداعيات بيان مصالح رئاسة الجمهورية الذي أكد بكل وضوح لأول مرة أن عبد العزيز بلخادم يتواجد بمنتدى ماريان فرانس أنتار - الخبر بصفته أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني دون أي صفة أخرى في إشارة إلى وزير دولة ممثل شخصي للرئيس بوتفليقة. وفي نفس الموضوع قالت مصادر “الفجر” إن عبد العزيز بلخادم أزاح العديد من الأسماء التي كانت ضمن الوفد الذي رافقه إلى مرسيليا، ما أثار العديد من التساؤلات بجبهة التحرير الوطني. ونضجت فكرة التعجيل بإسقاطه، مباشرة بعد عودته من فرنسا، عن طريق تخييره بين الاستقالة أو سحب الثقة عن طريق عقد دورة طارئة للجنة المركزية للحزب، قبل العاشر ماي القادم بتصويت ثلثي أعضائها المقدر عددهم ب351 عضو. وتحدث محافظ ولاية وهران، العقيد مصطفى عبيد ل”الفجر”، عما تعرض له المحافظون بفندق الأروية الذهبية، ووصفه بالإهانة التي لا يجب السكوت عنها، حيث بقوا في انتظار بلخادم خمسة أيام كاملة، دون أن يعيرهم أي اهتمام، متجاهلا القوائم الانتخابية التي أعدوها. وحسب المتحدث، فقد أثيرت حفيظة أغلبية المحافظين، الذين وقعوا على لائحة انسحاب بلخادم، والدعوة لمغادرته بيت الحزب العتيد في أقرب وقت ممكن، جراء المهازل التي قام بها وانفراده بإعداد القوائم الانتخابية للحزب. وأشار مصدرنا إلى أن طريقة تسريب القوائم تمت بشكل غير لائق وتحت الطاولة، إذ لم يعر الأمين العام أي أهمية للمحافظين كتقديم توضيحات أو نقاط يمكن أن يدافع بها عن اختياره للمترشحين المرفوضين من طرف الأغلبية. ومن بين المحافظين الساخطين على الأمين العام، محافظون من العاصمة وعلى رأسهم محافظو الحراش، البليدة، سيدي بلعباس والمدية، وانتقلت العدوى بشكل كبير إلى محافظات الشرق وعلى رأسها محافظة قسنطينة التي تحرك بها بوجمعة هيشور والسعيد بوحجة لتصحيح ما قام به الأمين العام. كما شملت قائمة الساخطين على بلخادم عددا معتبرا من أعضاء المكتب السياسي للحزب، الذين أسقطت أسماؤهم من الترشيحات. إلى جانب سي عفيف، مدني برادعي، الذي تأسف للسلوك الارتجالي للأمين العام، حيث ترتب عن حرمانه من ترشيح في قوائم الحزب سحب منصب الجزائر من نيابة الأمانة العامة للبرلمان العربي، ونفس نظرة الاستياء سادت لدى الوجوه الأخرى التي أسقطت أسماؤها من الترشيحات. ولم يكتف المناضلون بجمع التوقيعات بل لا زالو يتحركون في جميع الاتجاهات، ومنها توجيه رسالة إلى رئيس الجمهورية باعتباره الرئيس الشرفي للحزب، حيث أخطر بالموضوع وطلب منه التدخل لإنقاذ الحزب العتيد من الزوال ومن المؤامرة المدبرة ضده على حد تعبيرهم.