أقسم أعضاء اللجنة المركزية الغاضبون على بلخادم، أن الأمين العام للأفلان لن يضع قدمه في ولاية من الولايات خلال الحملة. فهل بعد هذا، وبعد الشتائم التي كالها ”قادة” الجبهة للمسؤول الأول على الأفلان، بقي للرجل مكان ليس في جبهة التحرير فحسب، بل في السياسة أو في البلاد ككل، تخيلوا لو أن المرحوم عبد الحميد مهري هو من كان الأمين العام للجبهة، وقال الغاضبون ما قالوه؟! هل كان مهري يقبل أن يمرغ هكذا في التراب؟! لا وجه للمقارنة، فالرجال معادن ومبادئ، ومهري يرحمه الله، استقال بمجرد أنه علم أن 25 عضوا من اللجنة المركزية عزموا على سحب الثقة منه، فخرج نظيفا، ومات نظيفا، ويكتبه الأجيال والرجال! لكن من سيبكي على بلخادم اليوم، وهو يمرغ في التراب من طرف أقرب المقربين إليه، عبد الحميد سي عفيف، الذي أقسم أنه يسقط بلخادم مثلما أسقطه هو من قوائم الترشيحات، وراح ينشر غسيله أمام الملأ. أعرف أن سي عفيف لا يبكي على الجبهة بل يبكي على مصيره، ولو أنه لم يسقط من القوائم لما تخلى عن بلخادم الذي تربطه علاقة قوية به أكثر من رابط ”النضال”، ما كان سي عفيف يفشي سر بلخادم واتفاقه مع جاب الله، ليكون هذا الأخير مطية له للوصول إلى المرادية، لسنا في حاجة لما يقوله سي عفيف في هذا الشأن، فقد قرأنا هذا من كل التصرفات التي كان يتصرفها بلخادم، وتآمره على البلاد مع الإسلاميين، كل الإسلاميين بمن فيهم علي بلحاج، وليس فقط جاب الله، ولو أن سي عفيف كان يخاف على مصير البلاد من هكذا مؤامرة، لما كان شاهدا على ”التحالف” الذي لا شك أنه ضمن لنفسه فيه مكانا، وربما أعد له الجبة واللحية والسبحة أيضا. أتمنى أن يكون ما يجري في جبهة التحرير هذه الأيام ظاهرة صحية، وصحوة ضمير قيادة، حقيقية تحمي الأفلان من المصير الذي كان يريده لها بلخادم، وأن تكون هذه التجربة درسا لمناضلي الحزب العتيد، لحمايته من أهواء الأشخاص، ولا يتركوه ورقة في يد كل من هب ودب يشتري بها الولاء، للمصلحة الشخصية، على حساب المبادئ النضالية التي كانت فيما مضى فخرا ليس لرجال الجبهة فقط، بل لكل الجزائريين لما كان الأفلان عنوانا لكل الشعب الجزائري ولثورته المجيدة، ليس أفلان بلخادم وبلبسه لحية وجلبابا، ولا سي عفيف، وغيره ممن امتطوا الحزب وجعلوه وكالة استثمار خاصة تباع فيها بطاقات النضال والترشيحات، مثلما يباع فيها الشرف، ويتآمر فيها على تاريخ الحزب ومصيره... فهل بهذه الحركة يمكن لمناضلي الجبهة ”النزهاء”، وأعرف أنهم أقلية، من دون شك، أن يخلصوا جبهة كل الجزائريين مما علق بها من أوساخ وخيانات ورذيلة؟!