عبد المجيد مناصرة باشر حملته من منزل المرحوم محفوظ نحناح، الزعيم الروحي "لإخوان" الجزائر، في رسالة موجهة إلى ورثة الرجل، فيما انطلقت الحملة الانتخابية لقائمة حزب الحرية والعدالة لصاحبها محمد السعيد، ويترأس قائمتها الزميل مصطفى هميسي، من مقام الشهيد، أين ترحم على روح شهداء الثورة العظيمة، ومنها إلى قبر الرئيس المرحوم هواري بومدين، وهي رسالة أخرى لا تخلو من دلالة، أيضا.. لا أدري أيهما أولى بخطب الحملة الانتخابية: الأحياء، أم الأموات؟ وهل سبب توجه هؤلاء للرموز راجع إلى يأسهم من مخاطبة الأحياء؟ أتمنى أن "يلد" لنا حزب الحرية والعدالة، رجلا "بشلاغمه" مثلما كان الهواري، ويبني لنا مشروعا اجتماعيا وسياسيا يشمل الجميع دون إقصاء مثلما أراد الهواري الجزائري، وطن يسع الجميع، فاستثمر في الإنسان، وأسس مجانية التعليم والعلاج، وأنشأ الجامعات، فكانت بوادر نهضة، لكنها لم تكتمل.. تجولت أمس في شوارع العاصمة، باحثة عن آثار الحملة، ولا أقصد طبعا حملة الأمطار التي روت جهات واسعة من البلاد هذه الأيام، فكنست الشوارع وخلصتها من الأوساخ، لكن حملة المرشحين، فلم أجد سوى ألواحا عارية، قلما حملت صور المرشحين، وكأن العاصمة غير معنية بالانتخابات! وكيف لسكان العاصمة أن يهتموا لها، في الوقت الذي يكاد سعر البطاطا يساوي سعر الموز المستورد بالحاويات؟! كيف لهم أن يهتموا بشأن البرلمان وهم يرون جاب الله يركض في سباق محموم ليضمن مداخيل آمنة لأفراد أسرته، ويفرق الغنيمة الانتخابية على ذويه؟ وقادة الأفلان يتصارعون على من يتزعم حزب أمينه العام الذي اتخذه مزرعة خاصة له ولأبنائه، يرشح كل من يدفع أكثر؟.. لا أدري إن كان المتسابقون إلى مقاعد البرلمان يعرفون المستوى الذي بلغته أسعار المواد الاستهلاكية هذه الأيام، أم أن الأمر لا يعنيهم. يشكو الفرنسيون والإعلام الفرنسي من كثرة الكذب الذي سير حملة الرئاسيات عندهم هذه الأيام والوعود التي يرفعها كل منهم طمعا في نيل أصوات الناخبين الفرنسيين، وسرعان ما ينسوها، لكن من جهتنا، لم نسمع لا الكذب ولا الحقيقة، وإن كانت هناك وعود فهي التي قطعها المرشحون على أنفسهم أن يحصلوا نصيبهم من الغنيمة، ومن الريع.. كلمة واحدة تصح أن نصف بها الحملة التي انطلقت أمس وهي "من ركبته راح مايل"..