إذا كانت المناطق القريبة من دائرة عين التوتة بباتنة، تأثرت كثيرا بالمحاجر الممتدة على طول الشطر الأول من الطريق الوطني رقم 28 الرابط بين باتنة والمسيلة مرورا بعين التوتة، نتيجة للسموم التي تنفثها المحاجر والأتربة المتصاعدة من مداخن مصنع الإسمنت بالمخرج الجنوبي للمدينة، فإن خطر التلوث بدأ يمتد إلى المناطق القريبة لباتنة مثل الغجاتي ولامبيريدي. اشتكى المواطنون، مؤخرا، من هذا الإشكال الذي تتسبب فيه أزيد من 20 محجرة على طول الرابط المذكور، أتت على مساحات فلاحية شاسعة بعين التوتة، وهي الآن تغطي بالغبار أراض فلاحية كانت إلى عهد قريب خصبة وتنتج عديد المحاصيل المتنوعة بين خضر وفواكه، بمنطقتي الغجاتي و لامبيريدي. والأخطر من هذا، حسب المواطنين، أن العشرات منهم بدأوا يشتكون من متاعب صحية وأمراض تنفسية، لاسيما وسط الصغار وكبار السن، ولا يجدون منفذا نحو المناطق الأخرى نظرا للغلاء الكبير في سعر العقار و الإيجار بباتنة، ما يحتم عليهم البقاء تحت التأثير السلبي لأتربة المحاجر التي لا تحترم في معظمها قواعد تجنب التلوث، رغم التقارير المتتالية للجنة الولائية المختصة التي تطرقت خلال الدورات المتتالية للمجلس الشعبي الولائي إلى مشكلة هذه المحاجر، وطالبت بإرساء قوانين ردعية في حق أصحابها إن ثبت عدم احترامهم للقانون. في حين يرى المواطنون من أصحاب الأراضي الفلاحية المتضررة أنهم مستحقون للتعويض عما يلحق بهم من خسائر جعلتهم يحجمون عن الانتفاع بأراضيهم، فيما تطالب الجمعيات المختصة والأطباء بإيجاد حلول للوضع، حيث يرجحون زيادة الإصابة بأمراض معينة بالبلديتين المذكورتين.