موسم الاستثمار في "عقود ما قبل التشغيل" والعودة إلى "الدوّار" تشهد الساحة السياسية بولاية بومرداس، حالة من "التكالب" و"الحماس" الشديد من طرف بعض التشكيلات السياسية، في محاولة كسب أصوات بعض العمال المنتمين لشريحة عقود ما قبل التشغيل المقدر عددهم بما يناهز 22 ألف عامل، فيما عمد البعض الآخر إلى تخصيص مكان لهذه الفئة ضمن القوائم الانتخابية لاستعمالهم كطعم لصيد زملائهم الذين أعلنوا مقاطعتهم للتشريعيات المقبلة. وحسبما وقفت عليه "الفجر" التي رافقت العديد من الاحتجاجات التي تبنتها التنسيقية الولائية لعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية أمام مقر ولاية بومرداس، قبيل الانطلاق الرسمي للحملة الانتخابية، فقد سجلت العديد من التشكيلات السياسية حضورها بساحة الاحتجاج لمساومة هذه الشريحة دون أن تجد لها حلولا على أرض الواقع. وفي السياق ذاته، قالت بعض الوجوه المعروفة بأوساط عمال عقود ما قبل التشغيل - رفضت ذكر أسمائها - إن العديد من الوجوه والتشكيلات السياسية طلبت منهم الانضمام إليها للمشاركة في الحملة الانتخابية للتشريعيات المقررة شهر ماي المقبل، كما فتحت لهم المجال للترشح ضمن قوائمها وإغرائهم بعدة وعود لقبول العرض رغم أنهم لم يسبق لهم النضال معها وهو الموضوع الذي يطرح العديد من التساؤلات، كما عمد أحد الأحزاب إلى عقد ندوة صحفية نهاية مارس المنصرم للإعلان الرسمي عن القائمة النهائية التي حملت اسما لعامل في إطار عقود ما قبل التشغيل، غير أنه تفاجأ بإسقاط اسمه في آخر لحظة. يحدث ذلك في الوقت الذي دعت اللجنة الوطنية لعمال عقود ما قبل التشغيل على لسان المنسقة الوطنية مليكة فليل، إلى مقاطعة الانتخابات التشريعة المقبلة بسبب غياب قرارات سياسية "شجاعة" لإدماج هذه الفئة في مناصب عملهم، كما لم يتجرأ أي ممثل للشعب من البرلمانيين السابقين على الالتفات إليهم أو التوسط مع السلطات بشأنهم، ما جعلهم يضعون العلامة الحمراء على صندوق الاقتراع على حد تعبيرها. تجاوزات في الحملة وملصقات دعائية فوضوية شهدت الحملة الانتخابية خلال العشرة أيام الأوائل بولاية بومرداس، تجاوزات من طرف بعض الأحزاب السياسية التي لم تحترم القانون العضوي للانتخابات لاسيما المادة 195 من القانون رقم 12-01 المتعلق بنظام الانتخابات التي تنص على تخصيص أماكن عمومية لإلصاق الترشيحات "وتمنع استعمال أي شكل آخر للاشهار خارج المساحات المخصصة لهذا الغرض"، غير أن العديد من الأحزاب لم تحترم تلك الشروط، ولعل التجمع الشعبي الذي نشطه أحد الوجوه السياسية المعروفة عصر الإثنين الماضي بمدينة بودواو ما هو إلا عينة من هذه التجاوزات، حيث عمد القائمون على التنظيم بتعليق ملصقات تحمل عنوان "دعوة" غير أن محتواها يحمل طابعا دعائيا مختلطا بين دعوة لحضور التجمع ودعوة لانتخاب الحزب. وفي السياق ذاته، شهدت مختلف الملصقات الإشهارية في اللوحات المخصصة لها عملية تمزيق من طرف مجهولين وضعوا شعارات أخرى مناقضة للشعارات الأصلية للحملة، فالمتجول بمختلف شوارع بومرداس وبلدياتها، يشعر كأنه مضى أزيد من شهر على تلك الملصقات نتيجة الحالة الكارثية التي آلت إليها دون أن تتدخل الأحزاب لتجديدها أو ستر العبارات المكتوبة عليها. منتخبون يعودون إلى "الدوّار" بعد غياب طويل كانت فرصة الحملة الانتخابية لدى بعض الأحزاب بولاية بومرداس، بمثابة مناسبة وفرصة لا تعوض لرجوع منتخبيهم إلى "الدواوير والمداشر" التي خرجوا منها قبل أن يذيع صيتهم ظنا منهم أن "العرس" سيشفع لهم ويغفر لهم خطاياهم، غير أن طول الغياب وعدم الاهتمام ببني جلدتهم جعل مواطني الأحياء الشعبية يفقدون الثقة فيهم ويطلقونهم بالثلاث. وحسب مصادر محلية متطابقة، فقد أقدمت مجموعة من شباب ببلدية خميس الخشنة على رشق متصدر قائمة الأفالان بالولاية بالبيض، وكذا تمزيق صوره أمام أعينه عندما توجه رفقة مناضلي الحزب للمنطقة لتنشيط تجمع شعبي، وأضافت ذات المصادر أن النائب السابق ومرشح الحزب العتيد بالولاية كان ذا حظ سيئ يومها حيث لم يكتف الشباب عند هذا الحد فحسب، فحتى زجاج سيارته الأمامي تعرض للكسر من قبل مجهولين، مشيرة إلى أنه بعد وقت قصير توجه متصدر قائمة جبهة المستقبل بالولاية إلى المنطقة لعقد تجمعه الشعبي فرشقه الشباب بالبيض معبرين عن عدم اهتمامهم بالانتخابات التشريعية، كما قالت مصادر محلية من برج منايل إن العديد من المواطنين منعوا تجمعات شعبية لعدد من متصدري القوائم الانتخابية بالولاية، الأمر الذي حال دون قيامهم بالعمل الجواري وتحسيس المواطنين بالانتخابات التشريعية. أحزاب تقتحم الشبكات الاجتماعية للتواصل الافتراضي دخلت بعض الأحزاب الشبكة العنكبوتية بقوة بولاية بومرداس من خلال إنشاء مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وغيرها، غير أن معظمها لم يلق إقبالا ما عدا بعض الشباب والمراهقين الذي يحولون الصفحات إلى مساحات دعائية وإعلانات حزبية فارغة المحتوى. وحسب بعض المدونين والنشطين بموقع الفيسبوك فحتى الصفحات الإخبارية لم تسلم من تهور المناضلين الشباب كما حدث بمجموعة "منتدى أخبار بومرداس" المعروفة على المستوى المحلي التي أنشأها شباب بومرداس مطلع السنة الجارية لنشر آخر الأخبار والأحداث التي تشهدها الساحة المحلية، وقد أكد القائمون على الصفحة ل"الفجر" أن بعض التشكيلات السياسية أرادت استغلال الصفحة لأغراض حزبية ضيقة دون مراعاة شروط النشر بالمجموعة، الأمر الذي جعل إدارة المجموعة تصدر قرارا يمنع نشر أي موضوع يخدم جهة أو انتماء ضيقا أثناء الحملات الانتخابية والاكتفاء فقط بنص الخبر دون غيره.