تعيش 11 عائلة تقطن في عدة عمارات قديمة وسط مدينة سطيف، وتحديدا في “حارة الحفرة” المعروفة لدى عامة الناس بعاصمة الولاية، وضعية مأساوية تحيطها مخاوف وهواجس متزايدة من الموت في أي لحظة، نتيجة اقتراب هذه العمارات من الانهيار، ليكون بذلك مصير أزيد من 50 مواطنا، معظمهم أطفال وكبار في السن، في يد المكتوب، مثلما قال هؤلاء المواطنون الذي حمّلوا السلطات كل خطر يهددهم. بكلمات أصبحت مكررة بعاصمة الهضاب العليا وشكاوي تزايد عددها في السنوات الأخيرة، رغم تمسك السلطات المحلية بما يسمه السكان بالصمت القاتل والسلبي، حيث صرح السكان المتضررين، في حديثهم مع “الفجر”، أنهم سئموا من انتظار الموت في أي لحظة مع سقوط المطر والثلوج أو وقوع انزلاقات. ففي الأسبوع الماضي خرج السكان من بيوتهم جراء الأمطار التي تساقطت على ولاية سطيف خوفا من تكرر سيناريو الأعوام الماضية بتسجيل وقوع ضحايا تحت الركام والرماد ولم يسمع بهم أي مسؤول، مثلما قال لنا أحد الشبان القاطنين في أحد العمارات. والمثير للانتباه أيضا أن السلطات الولائية لم تعد تعبأ بحياة السكان رغم قدرتها على تدبير أمكنة آمنة لهم إلى غاية حل مشكل السكنات الآيلة للانهيار، حيث اطلعت “الفجر” على تقارير تكشف بما لا يدع مجالا للانتظار نظرا لخطورة العمارات والتشققات التي وقعت فيها، إضافة إلى أنه سبق تسجيل ضحايا فيها مثل شيخ كان قد لقى حتفه بعد سقوطه منذ حوالي سنتين، ناهيك عن خوف الآباء على أبنائهم الأطفال المعرضين للموت سقوطا، وذات الأمر بالنسبة لكبار السن والمعوقين. ومن بين التقارير التي تم إيرادها حول خطورة المكان ما تم تسجيله قبل فترة قصيرة من طرف مصالح القطاع الحضري ومصالح الحماية المدنية، حيث أكدا بعد معاينة هذه السكنات أنها خطر عمومي على المواطنين، خصوصا مع توالي سقوط شرفات هذه العمارات. كما تمت المطالبة بإخلائها في القريب العاجل، لذا يطالب السكان المسؤول الأول في الولاية بالتدخل العاجل لانتشالهم من هذه الوضعية المزرية، في حين تؤكد مصادرنا أن السلطات المعنية وضعت برنامجا خاصا للقضاء على السكنات الهشة في الولاية كانت بداية تجسيده بالقضاء على مشكل حي النخلة بوسط المدينة العام الماضي، والأنظار موجهة إلى الحي المذكور، لكن - تضيف مصادرنا - بعد إقناع السكان بتحويلهم إلى سكنات جديدة في منطقة أخرى.