طالبت العائلات القاطنة بالعمارة 8 الكائنة بحي الأخوة العياشي بساحة الشهداء التابع إقليميا لبلدية القصبة بالجزائر العاصمة بضرورة التدخل العاجل للسلطات الولائية من أجل انتشالهم من خطر الانهيار المعرضين له في أية لحظة وخطر الموت المحدق بهم، ونظرا للظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشونها لا تليق ولا تحفظ كرامة البشر. حسب قاطني العمارة يعود تاريخ إنجازها إلى الحقبة الاستعمارية فهي بذلك من أقدم البنايات المتواجدة على مستوى العاصمة، ورغم أهميتها وعراقة نسيجها العمراني غير أنها تعد من البنايات الخارجة عن اهتمامات المسؤولين المتعاقبين، رغم الشكاوي العديدة التي رفعها هؤلاء إلى مصالحهم لنظرا للأخطار المحدقة غير أن ذلك دون جدوى، الأمر الذي زاد من غضب السكان واستيائهم، وأغرب ما في ذلك أن العمارة صنّفت حسب الفرق التقنية للبناء في الخانة الحمراء منذ زلزال أكتوبر 1989. هذا ما يشبه تقرير لجنة المراقبة واكتفت الجهات المعنية ببعض الترميمات السطحية حسب تعبيرهم وبعد زلزال 2003 أصبح العيش في العمارة بمثابة مجازفة سيكون ضحاياها العائلات القاطنة بها، كما أكد السكان في ذات السياق أن الوضع يزداد خطورة مع التقلبات الجوية بحلول فصل الشتاء أين تصبح الرياح القوية والأمطار بمثابة نقمة تهدد حياة السكان.من جهة أخرى أكد السكان أن المصالح التقنية أكدت على إخلاء المكان منذ 6 سنوات إلا أن العائلات لا تزال تقيم بها، منتظرة التفاتة جدية من طرف المسؤولين المحليين. وما زاد في حجم معاناة هؤلاء الظروف الذي يعيشونها في بناية هشة أساسها مهترء وأسقفها متلاشية وجدرانها متصدعة، ناهيك عن السلم الذي أصبح وجوده خطرا حقيقيا خاصة بعد الأخطار التي تعرض لها أبناء العمارة بعد سقوطهم والإصابات المتفاوتة الخطورة، نظرا للاهتراءه من جهة وللظلام الدامس لعدم وجود الإنارة في العمارة بالإضافة إلى غياب نوافذ لدخول النور الطبيعي. مشاكل العائلات لا تنحصر فقط في خطر الانهيار والتصدعات والإنارة بل يتعدى ليشمل الظروف غير الملائمة التي يقبعون فيها منذ سنوات، حيث أن أغلبية هذه العائلات لا تملك سوى غرفة واحدة ولا تتعدى الغرفتين ينامون فيها أكثر من 7 أفراد وحسب السكان الذين أبدوا استيائهم وتذمرهم من الوضعية التي حولت حياتهم إلى جحيم، إلا أنهم أصبحوا ينامون بالتناوب ومنهم من ينام عند أصدقاءه ومنهم من يذهب إلى العائلة، ضف إلى ذلك مشكل الرطوبة الذي ساهم وبشكل كبير في تفشي الأمراض المزمنة وسط السكان خاصة لدى الصغار وأكد ذلك الشهادات الطبية الذي يملكونها. مشاكل السكان عديدة ولا يمكن حصرها، ورغم دراية السلطات المعنية بها إلا أنها لا تتدخل، إلا ببعض الوعود التي لم تتحقق إلى غاية الآن، ولذلك جدد قاطنو العمارة مناشدتهم إلى المسؤولين وبمختلف دراجتهم لانتشالهم من مخاطر الانهيار وترحيلهم إلى سكنات تليق بالجنس البشري، وإلى غاية ذلك تبقى معاناة السكان متواصلة وخطر الانهيار يهددهم في أية لحظة.