تواصلت العمليات العسكرية والأمنية للقوات النظامية والاشتباكات مع المنشقين في مناطق عدة في سوريا، كما تواصلت التظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، عشية الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها اليوم، بينما خرج مئات الآلاف من السوريين في عدة مظاهرات للتعبير على رفضهم لجميع الحول التي تقود نحو التدخل الأجنبي في سوريا. قال وزير الإعلام السوري، عدنان محمود، في تصريحات صحافية، أن ”السوريين من خلال المشاركة في هذه الانتخابات، يتحدون حملة الإرهاب والعدوان على سوريا، الذي تشنه قوى دولية وإقليمية، متورطة في الحرب الإرهابية على سوريا”. واعتبر الوزير أن ”هذه الانتخابات هي الأولى التي تجري على أساس الدستور الجديد الذي اقره الشعب السوري وعلى أساس التعددية السياسة والحزبية”. من جهة أخرى، اعتبر الناطق باسم لجان التنسيق المحلية المعارضة، عمر ادلبي، في اتصال مع (فرانس برس) أن ”إجراء الانتخابات تحت النيران يدل على عدم جدية النظام بالاتجاه نحو حل سياسي للأزمة”. وأضاف ”النظام مستمر في اتباع نفس السلوك الذي اتبعه منذ سنة، أي تجاهل الوقائع التي فرضتها الثورة على الحياة السياسية”. وشهدت ساحات وشوارع مختلف المدن والمحافظات السورية وبعض القنوات الفضائية الدعائية ومحطات إذاعية محلية ووسائل الاتصال الإلكترونية الحديثة من مواقع إلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعية ورسائل أجهزة هواتف الخلوي، خلال الأسابيع الماضية، حملات الدعاية الانتخابية، حاول من خلالها المرشحون تعريف الناخبين بالمرشحين وبياناتهم الانتخابية ووعودهم المختلفة بهدف كسب أصوات الناخبين. وتشارك الأحزاب والكتل والقوى السياسية والمستقلون ترشيحا واقتراعا في الانتخاب بقوائم وتحالفات حزبية وسياسية ومستقلة وبشكل فردي، تحت إشراف قضائي مستقل يضمن النزاهة والحرية والديمقراطية للناخبين في اختيار ممثليهم لمجلس الشعب القادم، وفقا لقانون الانتخابات العامة، في وقت تشهد البلاد إصلاحات حقيقية وجوهرية شملت مختلف مناحي حياة المجتمع السوري، توجت بإقرار دستور جديد للبلاد. ونصت المادة من قانون الانتخابات العامة على أنه يجري الانتخاب بالاقتراع العام والسري والمباشر والمتساوي ولكل ناخب صوت واحد. ويتطلع السوريون إلى أن تسهم نتائج الانتخابات التي ستجري بحضور وتغطية من ممثلي أكثر من 200 وسيلة إعلامية عربية وأجنبية في رسم ملامح مستقبل سورية، وتكون انعكاسا لتطلعات أجيالها القادمة، حيث ستكشف صناديق الاقتراع الأوزان الحقيقية والتأييد الشعبي للمرشحين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الحزبية أو المستقلة أو أي انتماء آخر. وعبرت حشود من المواطنين مساء أمس في ساحة السبع بحرات بدمشق عن رفضها للتدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية ودعمها لمسيرة الإصلاح وتأكيدها على الوحدة الوطنية لمواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سورية بهدف النيل من صمودها وزعزعة أمنها واستقرارها، وذلك خلال احتفالية نظمتها مجموعة (لمة شمل) بمناسبة عيد الشهداء.