استغنت الكثير من الجزائريات عن زيارة طبيب الأمراض النسائية والتوليد، بعدما اهتدت إلى أعشاب طبيعية تمكنها من منع الحمل وتنظيم الدورة الشهرية وحتى الإجهاض. وعلى الرغم من الانتشار الواسع لهذه الأعشاب يحذر المختصون من استعمالها بشكل عشوائي. نابت الأعشاب الطبية عن زيارة الطبيب، و”حققت المعجزات” في التغلب على العديد من الأمراض المستعصية التي وقف العلم عاجزا أمامها، لتجد الكثير من النساء ضالتها في الأعشاب الطبية، مستغنية عن حبوب منع الحمل أوأدوية أخرى، وإن كان البردقوش من أهم الأعشاب المتداولة بين الجزائريات والذي ثبتت فعاليته في هذا المجال، إلا أنه كثر الحديث عن مخاطر قد تحدثها بعض الاعشاب إذا استعملت بشكل عشوائي. ومن أجل التقرب من الموضوع ارتأت “الفجر” القيام بجولة استطلاعية، قادتنا إلى بعض المحلات المتخصصة في بيع الأعشاب بالعاصمة وضواحيها. فتيات وسيدات يتهافتن على “البردقوش” البداية كانت مع محل الأعشاب بشارع حسيبة بن بوعلي في العاصمة، أين عثرنا على الكثير من الأعشاب التي تستعمل في الأمراض النسائية، والتي تلاقي رواجا كبيرا على حد قول أحد البائعين بالمحل، الذي اعتبر أن البردقوش يتصدر قائمة الأعشاب المتداولة بشكل كبير في الآونة الأخيرة من طرف النساء من مختلف الشرائح العمرية، خاصة الفتيات اللاتي أصبحن يستعنّ به بعدما ثبتت فعاليته في تنظيم الهرمونات وتنظيم الدورة الشهرية ومساعدة السيدات في الحمل، فهو يقضي على أي خلل هرموني. وفي مقابل كل ذلك سعره في متناول الجميع، فيمكن الحصول على كمية ب 100دج صالحة للاستعمال لعدة مرات. منع الحمل بالخروع، القهوة، وخلطات عشبية أخرى من جهة أخرى، قال بائع آخر بمنطقة الرويبة إن هناك العديد من الوصفات العشبية القديمة، التي كانت تستعملها النساء في زمن مضى لمنع الحمل، تعرف مؤخرا إقبالا بعدما كانت مجهولة عند الكثيرين. يتعلق الأمر بحبة الخروع التي تكفي لمنع الحمل لمدة سنة كاملة بمجرد بلعها، وكذلك حبة القهوة، وكذا العديد من خلطات الأعشاب، على غرار مزيج عشبة العفص بعصير الليمون التي تستعمل بجرعات مختلفة على شكل تحاميل، بالإضافة الى أعشاب أخرى غير متداولة بشكل كبير، مثل أوراق السذاب لعلاج اضطرابات الحيض، وتعتبر الأوراق وصفة ذات تأثير جيد على الرحم كمادة مجهضة، كما تستعمل كمانعة للحمل، بالإضافة إلى نبات الدريدار الأبيض. ويجب على المرأة الحامل عدم استخدامه، فهو من أقوى المنبهات لعضلات الرحم، حيث يسبب الإجهاض. كما يجب عدم استخدام هذا النبات إلا تحت إرشاد متخصص لأنه سام. أعشاب سامة للإجهاض دون رقابة حذرت الأخصائية في الأعشاب، ملاح فاطمة الزهراء، من بعض الأعشاب التي أصبحت تستعمل من طرف الفتيات من أجل الإجهاض، والتي تأسفت لوجودها في متناول الجميع، على غرار شجرة مريم، القرفة، بالإضافة الى بعض الأعشاب الخطيرة والسامة، مثل نبتة الدريدار الأبيض المتواجدة في الأسواق، والتي تباع عند العشابين وفي الاسواق. كما حذرت كذلك من مواد سامة أخرى مثل مادة “الزرينج”، “اليطرون”، و”برماكانة”، وهي مواد كيمياوية تستعمل في الصناعات وفي علاج الإيكزيما وممنوعة حتى في الصيدليات ومع ذلك تستعمل في الإجهاض، وقد تسبب نزيفا دمويا عند المرأة قد يؤدي إلى الوفاة. وأضافت أن هناك أعشابا سامة تخلط بأعشاب أخرى منتهية الصلاحية تُطحن وتعبأ في علب جميلة وحاملة لأسماء مشرقية، على أنها صنعت في دول المشرق العربي دون الإحالة على هوية صاحبها أوعنوان المصنع. كما تأتي كميات كبيرة من هذه المواد على أنها أدوية طبية مستخلصة من الأعشاب الطبية، ويتم ترويج هذه المنتجات السحرية بمختلف الأسواق بأسعار بخسة، فهي غير مراقبة صحيا ولا طبيا ولا حتى جمركيا. أخصائية أمراض النساء والتوليد: “الأعشاب قد تسبب نزيفا رحميا وتهدد بالعقم” حذرت ذات الأخصائية من التهاون في استعمال الأعشاب دون استشارة المختصين في الطب البديل، فاستعمالها عشوائيا قد يسبب الوقوع في ما لا يحمد عقباه، فهناك بعض الأعشاب التي لها تأثير قوي على الرحم وقد تتسبب في نزيف رحمي حاد. كما أن تراكم بعض المواد الكيمياوية التي تحويها بعض الأعشاب قد تسبب العقم وتخرب الخلايا على المدى البعيد. كما أن الاستعمال غير المنتظم للبعض منها له تأثير على الجسم، مثل عشبة السذاب، التي يؤدي الزيادة في جرعاتها إلى مضاعفات خطيرة باعتبارها مادة مجهضة وقوية على الرحم. كما لم تنكر فعالية بعض الأعشاب الطبيعية المعروفة منذ زمن بعيد ونتائجها مثبتة علميا، على غرار البردقوش.. لكنها نصحت بضرورة استشارة المختصين في الطب البديل.