قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير، أمس، إنه لن يسمح للصراع مع جنوب السودان بأن يلقي بظلاله على ”العلاقات الاستراتيجية” مع شعبه وذلك في لهجة أقل ميلا للمواجهة من تلك التي استخدمها الرئيس السوداني خلال الأزمة التي اثارت المخاوف من وقوع حرب شاملة بين البلدين. وبعد أن سيطرت قوات جنوب السودان على حقل هجليج النفطي المتنازع عليه الشهر الماضي تعهد البشير بتحرير مواطني جنوب السودان من الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة والتي وصفها بالحشرة. وخلال الصراع الذي استمر شهرا استنكرت الأممالمتحدة الضربات الجوية التي شنتها القوات الجوية السودانية على أراضي جنوب السودان وأدى الضغط الدولي إلى انسحاب جنوب السودان من هجليج. وأدى القتال إلى إصدار مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة لقرار يهدد بفرض عقوبات اذا لم تتستجب الدولتان لخطة قدمها الاتحاد الافريقي لوقف القتال والعودة الى المحادثات. وقال البشير إن ”تعديات” حكومة جنوب السودان على الاراضي السودانية ”وتعكيرها للأجواء بصورة سافرة لن تجعلنا نحيد عن نظرتنا المستقبلية وعلاقاتنا مع شعب جنوب السودان”. وأضاف البشير الذي كان يتحدث بلهجة هادئة غير معهودة خلال مؤتمر لمناقشة الخطة الاستراتيجية الخماسية للبلاد ”إننا ننظر ببصيرة إلى تلك العلاقات الراسخة بيننا وبين شعب جنوب السودان”. وتقول الخرطوم وجوبا إنهما قبلتا قرار مجلس الامن. لكن السودان قال إنه يجد صعوبة في تنفيذ ”أجزاء” من القرار بينما ما زالت هناك قوات جنوبية على أراضيه واحتفظ بالحق في الدفاع عن أراضيه. ويزعم جنوب السودان سيادته على الأراضي التي توجد عليها قواته. كما اتهم جنوب السودان الخرطوم بشن غارات جوية على أراضيه. ونفت الخرطوم هذه المزاعم بشأن هجمات بعينها لكنها قالت إنها لها الحق في استخدام القوة الجوية في الدفاع عن نفسها. كما يتهم كل طرف الآخر بدعم الحركات المتمردة لدى الآخر وهي اتهامات ينفيها الجانبان. وأوقفت الازمة بشكل شبه كامل انتاج النفط في المنطقة مما ولد صعوبات للاقتصادين المنهكين للبلدين. وقال البشير إن الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها السودان مؤقتة بسبب خسارة عائدات النفط وإنها ليست كارثة تعني الانهيار. وخسر السودان ثلاثة أرباع إنتاجه من النفط بعد انفصال الجنوب في يوليو الذي جاء في إطار اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 التي أنهت عقودا من الحرب الاهلية. وتتصارع الدولتان منذ الانفصال على اقتسام عائدات النفط وترسيم الحدود والجنسية. ومن المتوقع أن تجري الدولتان محادثات قبل حلول الموعد النهائي الذي فرضته الأممالمتحدة يوم الثلاثاء وحل المسائل العالقة بينهما خلال ثلاثة أشهر. وقبل سيطرة قوات جنوب السودان على هجليج كان الحقل النفطي ينتج نحو نصف إنتاج السودان من النفط والبالغ 115 ألف برميل يوميا. وقال وزير النفط السوداني إن حقل هجليج عاد لضخ النفط ثانية لكنه لم يحدد حجم الانتاج.