أعلن الرئيس السوداني عمر البشير الذي قام الإثنين بزيارة تفقدية لمنطقة هجليج النفطية المتنازع عليها أنه لن يتفاوض مع جنوب السودان رغم النداءات الملحة من قبل الأممالمتحدة والولايات المتحدة بالتفاوض لإنهاء النزاع المسلح، ورغم عدد القتلى الذي وصل قرابة ال1200 جندي جنوب سوداني، حسب ما أعلن عنه قائد القوات السودانية في هجليج. قال البشير "لا تفاوض مع هؤلاء" في إشارة إلى حكومة جنوب السودان التي كان وصفها ب"الحشرة" الأسبوع الماضي، وأضاف بعد استعادة السيطرة على هجليج التي احتلتها قوات الجنوب طيلة عشرة أيام "هؤلاء الناس لا يفهمون ونحن نريد أن يكون هذا الدرس الأخير وسنفهمهم بالقوة"، من جهتها، أعلنت جوبا أنها قامت بانسحاب طوعي وتدريجي لقواتها من هجليج انتهى الأحد، وسط دعوات من المجتمع الدولي لإنهاء النزاع، في مقدمته الرئيس الأميركي باراك اوباما أعلن الجمعة أن على "رئيسي السودان وجنوب السودان أن يتحليا بالشجاعة للعودة إلى طاولة المفاوضات". من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا إلى استئناف المحادثات التي بدأت تحت رعاية الاتحاد الإفريقي ومبعوثه ثابو مبيكي إلا أنها توقفت إثر هجوم جنوب السودان على هجليج. وفي سياق متصل، أعلن قائد القوات السودانية في هجليج كمال معروف أن قرابة 1200 جندي جنوب سوداني قتلوا أثناء المواجهات التي دارت في المنطقة، كما سبق وأن أشارت الخرطوم الأحد، إلى سقوط أربعمائة قتيل بين صفوف قوات جنوب السودان، بعد معارك استمرت بضعة أيام، أعلنت جوبا سقوط تسعة عشر قتيلاً بين قواتها و240 من الجيش السوداني، وسبق أن أعلنت الخرطوم استعادة السيطرة على هجليج التي استولى عليها جيش جنوب السودان في العاشر من أفريل، إلا أنه أعلن انسحاباً تدريجياً منها تحت ضغوط دولية. يذكر أن منطقة هجليج تحتوي على نصف الإنتاج النفطي السوداني منذ استقلال الجنوب، كما تطالب جوبا بالسيادة على هذه المنطقة التي تعتبرها الأسرة الدولية تابعة للخرطوم. وذكرت تقارير مساء الأمس، أن حقل النفط الأساسي في منطقة هجليج الحدودية المتنازع عليها تعرض لأضرار فادحة في المعارك التي دارت في الأسابيع الماضية، ودمرت الحرائق خزانا وثمانية محركات بينما تدفق النفط على ارض الحقل الذي تديره شركة "غريتر نايل بتروليوم كومباني" في المنطقة التي سيطر عليها جيش جنوب السودان قبل أن تستعيد قوات الخرطوم السيطرة عليها.