مازال بلخادم يصنع الحدث وكأنه هو بطل التشريعيات الحقيقي، وخطابه هو من حمّس الجزائريين للذهاب "بقوة" إلى الصناديق!! بلخادم دعا في كلمته أول أمس الأحزاب التي وصفها ب "المهزومة" في التشريعيات أن تستقيل قيادتها، وهو تدخل سافر في شأن خصومه السياسيين. ربما لا يريد الأمين العام لجبهة التحرير الذي أمهله قادته فترة الانتخابات ليعودوا ويطالبوه بالتنحي، لا يريد أن يخرج وحده من الساحة السياسية على حد المثل "عليّ وعلى أعدائي" ولأنه بات مقتنعا أن أيامه على رأس الحزب صارت معدودة فهو يريد أن تعمم "المصيبة" على الجميع، لا أدري إن كان يعتبر أحمد أويحيى، الذي حل حزبه وراء الأفلان بفارق كبير، هو الآخر منهزما في التشريعيات، ويريد لأويحيى الذي يمكن اعتباره غريمه السياسي رقم واحد، أن يذهب، فالرجل قاد لمدة أربع سنوات الطاقم الحكومي الذي هو في الحقيقة من حق جبهة التحرير بما أنها ذات الأغلبية البرلمانية، أم أنه يريد من لويزة حنون أن تترك حزب العمال، لكن ماذا لو أجرينا مناظرة سياسية بينه وبين الأمينة العامة لحزب العمال، وحرصنا أن يكون أمين الأفلان مزودا بسماعة في الأذن، فهل سيقدر الرجل على مقارعة الويزة، وهو الذي يجهل حتى القانون الداخلي لحزبه، كما أنه كان يعود في كل مرة ويستنسخ برنامج حنون وخطابها السياسي للالتفاف على ناخبيها ومحبيها. أم أنه يقصد بالاستقالة زعماء الأحزاب الإسلامية التي كان بلخادم يعول على التنسيق معها في حال لم يفز بالأغلبية ليؤسس معها للجمهورية الإسلامية، وهو بهذه الأغلبية التي نزلت عليه هكذا "من السماء" يريد أن يتملص من وعوده لأصدقائه الملتحين. آخر من يمكن له أن يعطي دروسا في النضال السياسي هو بلخادم، فقد عرف الرجل بتسلقه وبانتهاز الفرص والتخفي وراء اسم الرئيس وبالوعود الكاذبة لمناضلي حزبه، فحري به هو أن يتنحى، لأن الذي يصد أبواب مقر الحزب أمام قيادة الحزب لا يستحق أن يكون أمينا عاما حتى لأصغر حزب في الجزائر فما بالك بجبهة التحرير، التي يريد بلخادم توريثها لأبنائه في عهد الثورات العربية التي ثارت على التوريث. بلخادم اليوم على موعد مع الغاضبين، فهل يوجه هذه النصيحة لنفسه ويعود إلى بيته؟!