“الآيروبيك” ليست الوسيلة المثلى لفقدان الوزن تعتبر الجمعية الرياضية لمكافحة السمنة،الواقعة في بوسماعيل والتي تنشط أيضا بزرالدة، الجمعية الوحيدة في الجزائر التي تعمل على التحسيس بالمخاطر الصحية للوزن الزائد. سامية، رئيسة الجمعية، الحاملة لماجستير في الطب الرياضي اختصاص أمراض السمنة من جامعات الخليج، أنها تعمل جاهدة رفقة أعضاء الجمعية على تطبيق برنامج تهدف من خلاله إلى تغيير أفكار المجتمع ونظرة الناس لذوي الأوزان الزائدة، إذ تؤكد سامية أن الجمعية تعمل مستقبلا على تنظيم مسابقة وطنية لذوي الأوزان الكبيرة التي تفوق 140 كلغ، قصد تشجيع الناس على بذل جهد أكبر في الحفاظ على الصحة، بعدما صارت الأمراض الناجمة عن السمنة المفرطة تخص حتى الأطفال جراء ثقافة الأكل السريع والوجبات الخفيفة التي صارت العدو الأول للناس، غير أن وزارة الصحة لم ترد على اقتراح الجمعية رغم أنها لم تمانع في البداية. وفي هذا الصدد طرحت مشكلة غياب الإحصائيات التي تساعد ذوي الاختصاص على العمل الجاد للتحسيس بأكبر مشكل صار اليوم عالميا بامتياز، وقد تمكن هذه المسابقة الجزائر من الانخراط في الجمعية العالمية لمكافحة السمنة التي ترأسها سيدة أمريكا الأولى، ميشال أوباما. وأكدت المتحدثة أن جمعيتها غير خاصة بالنساء فقط ولكنها تسعى أيضا لاستقطاب الرجال.. غير أن نظرة المجتمع اليوم للرياضة لا تسمح للنساء بممارستها على نطاق واسع، حيث تتسم نظرة المجتمع إلى علاقة المرأة بالرياضة بالسلبية رغم أن الكثير من الأمراض اليوم يمكن مواجهتها بممارسة الرياضة التي يجب أن تكون إجبارية. وأكدت المتحدثة أن الكثير من الأفكار الخاطئة في مجال “الريجيم” بإمكانها أن يكون لها تأثير سلبي على الصحة مثل منقوع الأعشاب المختلفة التي قد تؤثر على المدى الطويل على الكبد والكلى. كما قالت المتحدثة أنها ضد “رياضة الآيروبيك“ لأنها ليست الطريقة المثلى لفقدان الوزن الزائد طالما أن تركيز الإنسان سينصب على الموسيقى وليس جسم الإنسان. وكشفت المتحدثة في هذا الصدد أن الطرق الحديثة المتبعة عالميا اليوم، تؤكد أن أفضل وسيلة اليوم لإنقاص الوزن هي الرياضة الجادة. كما أضافت أيضا رئيسة الجمعية الوحيدة من نوعها على مستوى الوطن أن “الريجيم” مهما كان قاسيا لا يمكنه أن يؤتي بثماره إذا لم يكن مرفوقا بممارسة الرياضة التي من شأنها وحدها أن تؤقلم جسم الإنسان مع الوزن المراد بلوغه. الجمعية التي بلغ عدد المنخرطات فيها اليوم 120 امرأة، تطمح مستقبلا إلى توسيع نشاطاتها وقيادة حملات تحسيسية إلى القرى و المداشر قصد تغيير فكرة الناس عن الرياضة وأهميتها في ترسيخ فكرة “العقل السليم في الجسم السليم” لدى الفتيات أيضا، خاصة أن الجزائر لم تنجح منذ 2002 في إرساء نظام إحصائي يمكننا من معرفة حجم الأخطار الناجمة عن الأمراض الناتجة عن ظاهرة الوزن الزائد أوالسمنة المفرطة . أبرزها ضغط الدم، القلب والكولسترول أمراض “السمنة” تهدد حياة الجزائريين أكدت العديد من الدراسات العلاقة الموجودة بين بعض الأمراض المزمنة، مثل القلب والسكري وضغط الدم والكولسترول، مع زيادة الوزن، أو ما يسمى بأمراض السمنة، حيث كشفت أرقام سابقة للمعهد الوطني للصحة العمومية أن نسبة 51 في المائة من الجزائريين مرضى السمنة يعانون من إحدى هذه الإمراض. وقد حذر المختصون من ارتفاع نسبة الوفيات التي تعود إلى إحدى هذه الأمراض، واعتبروا السمنة إحدى هذه الأمراض التي تجب مكافحتها بعد أن صارت مشكلا مطروحا بقوة في المجتمع حتى لدى الأطفال، وهذا نظرا لتعقد الحياة العصرية و زيادة الضغوطات اليومية وقلة حركة الناس وضيق الوقت. في هذا الإطار أشارت دراسة المعهد الوطني للصحة العمومية، المنشورة سابقا، أن نسبة 66 من الجزائريات يعانين من الكولسترول الناتج عن السمنة مقابل 40 بالمائة من الرجال، بعد أن صار داء الكولسترول يهدد حياة الكثيرين بالهلاك المفاجئ، وصار يلقب ب”القاتل الصامت”. واستنادا إلى ذات الدراسة المنشورة سابقا فنسبة الجزائريين الذين تتعدى أعمارهم 55 ترتفع في أوساطهم حالات الإصابة إلى 50 في المائة، فقد أضحت الازمات القلبية التي تودي بحياة الكثير من الأشخاص المتسبب الرئيسي فيها هو الكولسترول، حيث أشارت الدراسة المذكورة إلى أن جزائريا من أصل ستة يعاني من الكولسترول الذي أصاب أزيد من مليون ونصف مليون شخص، وترتفع النسبة المذكورة إلى إلى 30 بالمائة عند الأشخاص المسنين. وتزداد خطوة الوضع إذا علمنا أن نسبة 8 في المائة من ميزانية الصحة تخصص لمحاربة أمراض تعتبر السمنة المفرطة هي المتسبب الرئيسي فيها. وحسب تدخلات المختصين في الأيام الدراسية المختلفة، فإن تغير النظام الغذائي للجزائريين هو المسؤول الأول عن انتشار مرض السمنة وما يرافقها من أمراض أخرى، حيث شكل طغيان الوجبات السريعة والأطعمة الصناعية والمحفوظة المسبب الرئيسي في هذه الأمراض، وأن الكثير من الإصابات المسجلة بين مرضى السرطان والقلب والشرايين كان يمكن تجنبها بالوقاية من السمنة وممارسة الرياضة. يطلق خبراء الصحة على السمنة “مرض العصر” الذي يهدد كل دول العالم، حيث صنفت ك”قنبلة موقوتة”. وتشير الإحصائيات إلى وجود 1432 دراسة أنجزت حول العالم وكشفت أن شمال إفريقيا والشرق الأوسط أبرز مناطق العالم التي شهدت ارتفاعا في الأمراض المسببة للسمنة وأكثرها انتشارا بين النساء. السمنة عند الأطفال لم يكن مرضا مألوفا لدى الجزائريين إلا مؤخرا، فقط كشفت بعض التقارير الطبية أن 30 في المائة من أطفال الجزائر يعانون من السمنة، وتمس الظاهرة الأطفال بين 6 و8 سنوات. ويعتبر التلفزيون والأطعمة المعلبة المتسبب الرئيسي فيها، وتتسبب هذه الظاهرة بمضاعفات على المدى البعيد عند الأطفال، مثل ألام المفاصل والأنيميا والقلب وغيرها، زيادة على الآثار النفسية التي تتركها الظاهرة على الطفل الذي قد يتعقد وينفر من زملائه وأصدقائه وينعزل، ما قد يتسبب له في عقد نفسية. زهية منصر
كريم مسوس، أخصائي التغذية، ل”الفجر” الصلاة أفضل ريجيم يتبعه الإنسان ^ قال كريم مسوس، أخصائي التغذية، في اتصال مع “الفجر”، إنه من المستحسن تجنب “الريجيم” القاسي الذي تكون له نتائج عكسية على صحة الإنسان، ويستحسن اتباع نظام غذائي متوازن والإكثار من شرب السوائل، خاصة الماء. كما نبه الدكتور مسوس إلى مخاطر الأمراض الناجمة عن السمنة والوزن الزائد فقال إن الرياضة، خاصة المشي يوميا، لها علاقة مباشرة مع حالة جسم الإنسان وهي تتماشي طرديا مع الرجيم الذي يتبعه الإنسان، لهذا فالرياضة، يقول مسوس، لها تأثير على الإنسان ليس فقط من الجانب الصحي لكن أيضا من الجانب النفسي. لهذا اعتبر الدكتور مسوس أن الحركات التي يقوم بها الإنسان يوميا في أوقات الصلاة لها تأثير كبير على حالة جسم الإنسان تلعب دورا في دفع الكولستورل إلى خارج الشرايين والوقاية من عدة أمراض، وهي أفضل رياضة يومية يمارسها الإنسان يوميا!.