رغم رفض مشاركته "زبانة" في "كان" شرفيا، حظيت الجزائر لأول مرة في تاريخها وتاريخ السينما وكذا مهرجان "كان" السينمائي الدولي وبمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال، بجناح خاص في القرية السينمائية العالمية ضمن فعاليات مهرجان "كان" السينمائي، لعرض بانوراما الإنتاج السينمائي الجزائري المسجِل لمسيرة 50 سنة من الاستقلال، وتقريب الأعمال السينمائية الجزائرية من الجمهور الواسع وكذا دعم وتشجيع المنتجين والمخرجين الشباب. في الوقت الذي اكتفى السجاد الأحمر بالفيلم الجزائري "التائب" لمرزراق علواش ضمن جمعية المخرجين "لاكانزيام"، تُعرض مقاطع من ثمرة 6 سنوات من العمل السينمائي الجزائري المتمثل في فيلم "زيانة" الذي أثار خلافات بين الجزائر وفرنسا، وهو عرض شرفي في الدورة ال65 من مهرجان "كان" السينمائي الجارية فعاليته بفرنسا. غياب زبانة لمخرجه سعيد ولد خليفة عن مسابقة "كان" السينمائية أرجعه بعض المتتبعين إلى ما جاء به العمل من تنديد بالتجاوزات الخطيرة التي مارستها السلطات الفرنسية في حق الجزائريين، كما يفضح العمل تورط بعض الساسة الفرنسيين منهم الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران الذي وقع على وثيقة إعدام عدد من الجزائريين، كما ساهمت ضغوطات اليمين المتطرف الفرنسي في حجب "زبانة" عن الاحتكاك بأكبر الأعمال السينمائية العالمية، وهي التي هددت القائمين على المهرجان سنة 2010 عقب عرض فيلم "الخارجون عن القانون" لرشيد بوشارب. في الوقت الذي ترى عينة أخرى من النقاد أن رفض "زبانة" يرجع إلى افتقاده للمعايير الفنية والتقنية التي تؤهله للترشح لمنافسة أفلام "كان" السينمائية العالمية، أضف إلى ذلك أن المهرجان وهو يعيش دورته ال65 لديه من الخبرة ما يؤهله للتمييز بين الأعمال الجيدة المؤهلة للتنافس وغيرها من الأفلام التي تفتقر إلى معايير التصنيف العالمي المؤهلة إلى التنافس على السعفة الذهبية، كما أن "كان" مَرر على مدار دوراته السابقة مواقف أكثر جرأة، سمح السجاد الأحمر فيها بعرض أفلام مختلفة فضحت وتناولت قضايا الاستعمار وممارسات الدول الاستعمارية في العديد من نقاط العالم وأجمع من شاهدوا فيلم "زبانة" على أن ما يعاب عليه هو افتقاده للمقاييس الفنية والتقنية بغض النظر عن أي اعتبار آخر. يذكر أن مهرجان "كان" السينمائي يتنافس على جوائزه 91 عملا سينمائيا من حوالي 30 بلدا، ينفرد فيها 22 فيلما بالتنافس ضمن المسابقة الرسمية لافتكاك السعفة الذهبية.