تتواصل أزمات مهرجان كان السينمائي الدولي تباعا فبعد تأثره السنة الماضية بالأزمة الاقتصادية العالمية التي ألقت بضلالها على أهم تظاهرة سينمائية في العالم، تعود الأزمات لتحاصر مهرجان كان... وكان الأمر واضحا ليلة أول أمس على السجادة الحمراء لهذا المهرجان العريق التي مشى عليها ألمع نجوم السينما العالمية، إلا أن إستبعاد الأفلام الأمريكية عن المسابقة الرسمية مقارنة والأفلام الفرنسية التي بلغ عددها هذا العام ثلاث أفلام تتنافس على السعفة الذهبية، في حين لم يدرج سوى فيلم أمريكي واحد، وهو الأمر الذي أثار امتعاض واستياء صناع سينما هوليود، ومقاطعتهم غير الرسمية لهذه التظاهرة السينمائية بالرغم من أهميتها وعراقتها. حيث لم يظهر سوى عدد من نجوم بوليود الذين اكتسحوا السجادة بقوة، إضافة إلى راسل كرو وكيت بلانشيت بطلا فيلم الافتتاح "روبن هود" والممثلة المكسيكية سلمى حايك. المثير أن إدارة المهرجانات أعلنت أنها تبحث عن شكل تنظيمي جديد لتصوير النجوم، ووضع الصحفيين على السجادة الحمراء، وهذا ما أثار استياء وكالات الأنباء العالمية، وطالبت إدارة المهرجان بتوضيح هذا الشكل الذي يهدف لإبعاد الصحفيين أكثر عن النجوم، ووصل الأمر إلى مقاطعة وكالتي الأنباء الفرنسية والأسيوشيتد برس تغطية فعاليات المهرجان. الأزمة الثانية أبطالها وزارتي الخارجية الفرنسية والثقافة الإيرانية، فقد دعت الخارجية الفرنسية إلى "الإفراج فورا" عن المخرج "جعفر باناهى" المسجون في طهران منذ شهر مارس حتى يتمكن من المشاركة في المهرجان. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية إن باريس لطالما أدانت حبس أحد أهم ممثلي السينما الإيرانية، في المقابل تتهم وزارة الثقافة الإيرانية باناهي "بالتحضير لفيلم مناهض للنظام حول أحداث وقعت بعد الانتخابات" في إشارة إلى تظاهرات تلت إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التي أثارت جدلا في جوان 2009 . ندد رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي المخرج الأمريكي تيم برتون بتعنت السلطات في طهران ورفضها الإفراج عن المخرج الإيراني جعفر باناهي المعتقل منذ الفاتح من شهر مارس الفارط، واستغرب تيم من تعسف الحكومة الإيرانية وعدم اهتمامها وأخذ بعين الاعتبار طلب إدارة مهرجان كان وعدد من السينمائيين العالمين الإفراج عن هذا الهرم السينمائي، الذي كان من المفترض أن يكون إلى جانبنا -يقول تيم- كعضو لجنة تحكيم. وتابع تعمدنا نحن لجنة التحكيم على إظهار مقعد جعفر فارغا حتى نبين للعالم كله مدى غطرسة الحكومة الإيرانية التي قامت باعتقال جعفر الذي ساهم في التعريف وانتشار السينما الإيرانية. وكخطوة تضامنية مع المخرج الإيراني المعتقل جعفر باناهي، عرضت إدارة مهرجان كان مقتطفات من حفل توزيع الجوائز لسنة 1995، أين تحصل جعفر على جائزة الكاميرا الذهبية عن فيلم "الكرة البيضاء". والملفت للانتباه أن إدارة المهرجان في حفل الافتتاح عرضت لقطات تاريخية عن المهرجان تصدرتها صورة عملاق السينما الجزائرية لخضر حمينة، المخرج العربي الوحيد الحاصل على سعفة كان الذهبية.