وزارة التجارة ل”الفجر”: هدفنا توفير لحوم صحية بأسعار تنافسية خلال رمضان شرعت الحكومة في مفاوضات رسمية مع مسؤولين كولومبيين للفصل في إمكانية استيراد لحوم البقر خلال شهر رمضان المقبل وتموين السوق الجزائرية باللحوم الكولومبية، في وقت لقيت هذه الأخيرة رفضا واسعا لدى دول الإتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية، بسبب ثبوت إصابة أبقارها بوباء الحمى القلاعية. كشف رئيس غرفة التجارة الكولومبية، خوسيه ريفيرا فيليكس، عن مفاوضات باشرتها وزارة فلاحة بلاده لتموين السوق الجزائرية بلحوم البقر خلال شهر رمضان المقبل، معتبرا هذه الأخيرة سوقا تنافسية تضمن أزيد من 35 مليون مستهلك، في وقت رفضت دول الإتحاد الأوروبي الاستيراد من كولومبيا بسبب إصابة أبقارها بالحمى القلاعية. وأضاف ذات المسؤول، أمس، في تصريح لجريدة “فنجارديا الليبرالية” الإسبانية، أن كولومبيا باشرت مفاوضات رسمية مع الجزائر، وأنها عما قريب ستقوم بتوقيع اتفاقية رسمية لتوريدها لحوم البقر، مشدّدا أن حكومة بلاده ليست بحاجة إلى تصدير لحومها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا إلى دول الإتحاد الأوروبي التي حذّرت من إصابة أبقارها بالحمى القلاعية. وأعلن خوسيه ريفيرا فيليكس، أن الجزائر تتضمن 15 شركة استيراد خاصة، كما أنها تعتمد في توفير 80 بالمائة من حصة استهلاكها من لحم البقر على الاستيراد، وهو ما يجعلها سوقا حيوية وهامة للمرحلة القادمة، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة ليست الوحيدة التي ستستورد من كولومبيا وإنما أيضا الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، ناهيك عن تعاملها منذ مدة مع لبنان والأردن التي يتم تصدير الأبقار إليها حية عن طريق النقل البحري وليس على شكل لحوم، في حين أنه في المرحلة القادمة سيتم تصدير هذه اللحوم إلى أنغولا، مصر، البيرو، فنزويلا، روسيا وجزر الأنتيل الهولندية التي تم فتح مفاوضات رسمية مع حكوماتها. وانتقد المسؤول الكولومبي قيام عدد من دول الإتحاد الأوروبي بتشويه سمعة لحوم بلاده عن طريق التأكيد في كل مرة بأنها مصابة بالحمى القلاعية، داعيا إلى إيلاء أهمية كبرى للثروة الحيوانية التي تتوفر عليها كولومبيا. كما قال هذا الأخير إن بلاده قادرة على إيجاد أسواق جديدة في إفريقيا، مشيرا إلى أن الجزائر ستكون أهم مستورد للحوم الكولومبية خلال المرحلة القادمة. وأوضح ذات المتحدّث أن بلاده تواجه مشكلة رفض دول الإتحاد الأوروبي الاعتراف بها كبلد خال من الحمى القلاعية رغم الجدول الصحي التي تعتمده هذه الدولة وسعيها إلى تسطير برنامج عمل لمدة 6 سنوات. من جهتها، أوضحت وزارة التجارة في اتصال ب”الفجر”، أن هذه الأخيرة بالتنسيق مع مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ستعمل على فتح مفاوضات مع أكبر عدد من الدول لاستيراد اللحوم ومنع أي أزمة أو مضاربة في السوق الوطنية، لاسيما أن الإنتاج المحلي غير كاف لسد احتياجات الجزائريين. وقال مسؤول بوزارة مصطفى بن بادة إن الحكومة ستختار اللحوم الأعلى جودة والأقل سعرا، لتكون هذه الأخيرة في متناول الجزائريين وغير بعيدة عن القدرة الشرائية لاسيما خلال الشهر الفضيل، أين تزداد نسبة الاستهلاك وترتفع الأسعار عادة مطمئنا، أنه في حالة تسجيل أية شكوك بشأن إصابة هذه اللحوم بمرض الحمى القلاعية فإن الحكومة لن تغامر بصحة المواطنين وفي حال استيرادها من أي دولة مهما كان نوعها سواء عربية أو أوروبية، ستتحصل على كافة الضمانات والوثائق التي تثبت سلامة هذه اللحوم. وكانت اللحوم الهندية المستوردة، خلال شهر رمضان المنصرم، قد أثارت جدلا كبيرا وسط الجزائريين بسبب شكوك حول جودتها، وهو ما جعل العديد من الأطراف تطالب بوقف عملية استيرادها.