أكدت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، أن الماشية السودانية مصابة بأمراض قد تنتقل إلى البشر في حال استهلاكها، وهو ما يعني أن استوراد اللحوم الحمراء السودانية، غير ممكنة على الأقل في القريب العاجل، رغم تأكيدات وزير الفلاحة، رشيد بن عيسى بوجود إرادة سياسية على هذا المستوى. وقال رشيد بوقدور، مدير الصحة الحيوانية بوزارة الفلاحة، أمس في تصريح للشروق إن الماشية السودانية مصابة بأمراض خطيرة ومعدية، يتعذر معها استورادها في الوقت الراهن"، مؤكدا على أن صحة المواطن أهم من العروض المميزة التي يمكن أن تتوفر عليها اللحوم الحمراء السودانية. وأكد بوقدور أن تحقيقات وتحريات وزارة الفلاحة عبر مصالحها البيطرية، توصلت إلى حقيقة مفادها أن الماشية السودانية مصابة ببعض الأمراض الحيوانية من بينها الحمى القلاعية fièvre aphteuse، وحمى فاليري آس تي fièvre valleeri st وهي من المسببات التي تحول دون إقدام الوزارة على إصدار تصريح يسمح باستوراد اللحوم الحمراء السودانية، التي أكد بشأنها سفير الخرطومبالجزائر أن المواطن الجزائري بإمكانه استهلاك اللحوم الحمراء السودانية طازجة، بسعر يتراوح ما بين 400 و450 دينار للكيلوغرام الواحد. وأكد مسؤول الصحة الحيوانية بوزارة الفلاحية، أن المصالح البيطرية لا يمكنها إصدار التصريح باستوراد اللحم من دولة ما، إلا إذا تبين أن ماشية هذه الدولة سليمة من أية مرض، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الجزائر سبق لها وأن طبقت هذه القاعدة على دول بعينها، مثل البرازيل، التي توقف استيراد لحمها بعد أن تبين أن ماشيتها مصابة بمرض الحمى القلاعية، وكذلك الشأن بالنسبة للدول الأوربية، بعد تعرض قطعانها لمرض جنون البقر. وأضاف المسؤول بوزارة الفلاحة، أن ثبوت تعرض الماشية السودانية لمرضين خطيرين، لا يعني أن مساعي استوراد اللحوم الحمراء من هذه الدولة سوف تتوقف، مؤكدا بأن المراسلات بين الجهات المعنية، تستهدف تحديد أماكن الإصابة بهذين الوبائين، من أجل إقصاء ماشيتها من الاستوراد، وهو ما يعني أن إقصاء التعامل مع الطرف السوداني بهذا الخصوص، مسألة وقت فقط، حيث قال بوقدور "الملف لا زال مفتوحا، والنقاش مستمرا بين بياطرة البلدين للتوصل إلى حل لحل القضية". وفي رد على سؤال حول تصدير اللحوم الحمراء السودانية لأكثر الأسواق صرامة في الأمور المتعلقة بالصحة والنظافة، على غرار سوقي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، أكد مدير الصحة الحيوانية أن الموقف الجزائري تحكمه شروط المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، التي لديها خارطة بمخاطر الأمراض التي تهدد الماشية، والتي يمكن أن تنتقل إلى مستهلكي لحومها.