واصل أمس قرابة نصف مليون عامل بالبلديات إضراب الثلاثة أيام، وشهد في يومه الأخير مسيرة سلمية حاشدة ببجاية، شارك فيها أكثر من 10 آلاف عامل تابعين ل58 بلدية، في الوقت الذي لم يخرج عمال الولايات الأخرى خوفا من التهديد والوعيد الممارس ضدهم. أشرف مكتب التنسيق الولائي للنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية "سناباب" لولاية بجاية على تنظيم مسيرة وتجمع للآلاف من عمال البلديات أمام مقر الولاية، حسبما نقله عز الدين آيت خليفة، رئيس الفيدرالية الوطنية لقطاع العدالة ل"الفجر" الذي تم فيه رفع رسالة إلى رئيس الجمهورية والوزارات الوصية للتدخل من أجل النظر في مطالب نصف مليون عامل، وهي الرسالة ذاتها التي وجهت إلى البرلمان الجديد عن طريق أعضاء البرلمان الذين شاركوا في المسيرة لمساندة المضربين لليوم الثالث على التوالي، وهم النواب الذين ينتمون إلى حزب "الافافاس". ونوه آيت عز الدين خليفة بالمشاركة القوية لعمال البلديات في بجاية، وذلك أمام عدم تمكن عمال ولايات أخرى من الخروج إلى الشارع، مؤكدا أن 58 عاملا صنعوا الحدث وأوصلوا الرسالة إلى السلطات العليا التي "تتماطل" في النظر في الانشغالات الاجتماعية والمهنية لنصف مليون عامل. وعن نسبة المشاركة في اليوم الأخير من إضراب الثلاثة أيام، قال آيت خليفة إن النسبة حددت بنحو 83 بالمائة، وهي نسبة اعتبرها إيجابية مقارنة بالضغوطات والتهديدات التي مست العمال المتعاقدين خاصة والمتجاوز عددهم في قطاع البلديات بأزيد من 200 ألف عامل. وأكد المتحدث أن إنزال الستار على إضراب الثلاثة أيام لا يعني توقيف الاحتجاجات، معطيا موعدا بعد أسبوعين، حيث سيتم التصعيد فيه وفقا لقرارات الفيدرالية في اجتماعها الأخير التي حددت إضرابا ل 3 أيام لكل أسبوعين، والذي سيرفق بالمزيد من التجمعات الاحتجاجية على غرار احتجاج بجاية، مشيرا إلى أن الفيدرالية ستعمل على تجنيد عمال الولايات الأخرى لتوحيد جهودهم للضغط على السلطات العليا والاستجابة لمطالبهم.