دخل صباح أمس 300 مواطن يسكنون أقبية عمارات حي 8 ماي 1945 لسوريكال ببلدية باب الزوار في مشادات مع رجال الأمن أمام مقر ولاية الجزائر عندما طالبوا بمقابلة المسؤول الأول على رأس الولاية والحديث إليه بشأن الوعود التي أطلقتها مختلف الهيئات المعنية بملف السكن التي كانت قد وعدتهم خلال اجتماع المحاضر، آخرها ذلك المنعقد في أفريل الماضي بحل مشكلتهم، غير أن الواقع أثبت عكس ذلك، ما جعلهم يثورون ويدخلون في اشتباكات لم تنته إلا بقبول مقابلة ممثلي الحي والحديث معهم حول قضيتهم العالقة. "رحلونا إلى سكنات لائقة"، "نموت ببطء ...أين أنتم يا مسؤولين؟"، "30 سنة بركات"، "كرهنا الوعود الكاذبة"، هي الشعارات التي رددها المحتجون الذين تجمهروا أمام مقر ولاية الجزائر للتنديد بالأوضاع المزرية التي تعيشها 511 عائلة داخل أقبية العمارات منذ مكوثهم بالحي سنة 1985، غير أنهم لم يسجلوا أي تدخل للسلطات المحلية لترحيلهم وانتشالهم من الخطر المتربص بهم في سكنات لا تصلح للإيواء. وأشار ممثل المحتجين في حديثه ل"الفجر" إلى تلاعب السلطات الولائية والدائرة الإدارية للدار البيضاء التي أرجعت عملية الترحيل إلى الولاية، في حين أن هاته الأخيرة نفت المسؤولية وأرجعتها إلى الدائرة على اعتبار أنها سبق وأن وعدتهم بمنحهم حصة سكنية للبعض منهم، غير أنها لا تلبي جميع طلبات السكان وأن غايتهم الأساسية تخصيص حصة كاملة لترحيلهم جماعيا، خاصة وأن مصالح ولاية الجزائر وبالتنسيق مع اللجنة المكلفة بالسكن على مستوى بلدية باب الزوار عملت على إعادة إحصائهم في العديد من المرات، ومنذ ذلك الوقت لم يظهر أي جديد رغم أن وضع العائلات يندرج في إطار مساعي السلطات والحكومة في حل مشاكل السكن على المستوى الوطني وتخصيص حصص سكنية لإعادة إسكان المواطنين المتضررين ومنح السكنات الاجتماعية، حسب ملفات طلبات السكن المتواجدة على مستوى كل بلدية من بلديات العاصمة. من جهتنا، حاولنا الاتصال بالولاية من أجل الاستفسار عن مشكل سكان أقبية عمارات حي 8 ماي 45، إلا أننا لم نتمكن من ذلك لأنه لا أحد يرد على اتصالنا.