تشجيع تلاميذ على استعمال الهاتف النقال وتوزيع حلول المواضيع عبر النوافذ كشفت ”الكناباست” عن تقارير خطيرة حول ظروف سير امتحانات شهادة البكالوريا لدورة جوان 2012، عن فضائح من العيار الثقيل لعمليات غش في امتحانات شهادة البكالوريا و”تجاوزات” بالجملة، أبطالها أساتذة وتلاميذ وبعض رؤساء المراكز، تتعلق بتسلل غرباء إلى مراكز الامتحانات وإعطاء حلول المواضيع عبر نوافذ المراحيض للتلاميذ، والأخطر من ذلك هو دخول أساتذة لمراكز كممرضين لحل المواضيع لصالح الممتحنين. طبقا للتقارير الصادرة عن المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني والتي تحصلت ”الفجر” على نسخة منه، فإنه تم تسجيل ”تسهيل عملية الغش في عدة مراكز بالجنوب الجزائري وبالضبط على مستوى مراكز تابعة لولاية غرداية”؛ حيث تتمثل القضية الأولى، حسب التقرير الذي رفع من طرف 18 أستاذا بمركز سيدي لكبير، في الظروف التي واكبت سير الامتحان في اليومين الماضيين 3 و4 جوان، والمتمثلة في ”تهديد الأساتذة أثناء تأدية مهامهم وظاهرة الغش المنظم ودخول الغرباء إلى المركز لتسهيل الغش وتسجيل التجمع أمام بوابة المركز ما سبب في مضايقات أثناء خروج بعض الأساتذة”. وتحدث التقرير عن عدم ممارسة رئيس المركز لصلاحياته القانونية لحماية الأساتذة الحراس داخل المراكز وتوفير الأمن أثناء الخروج من البوابة. وأورد التقرير أمثلة كالتهديدات التي مست أحد الحراس أثناء تأدية مهامه. ففي الفترة المسائية من يوم الاثنين 4 جوان وفي حصة امتحان مادة الانجليزية وبعدما وزعت أوراق الاسئلة رن هاتف أحد الطلبة فأسكته الحارس”أ. أ” بسرعة، ثم فاجأه تكلم الطالب موجها كلامه لزميله صاحب الهاتف يأمره بالرد على الهاتف، وبصوت مرتفع طالب الحارس وبحضور الحراس بقليل من الهدوء، فانتفض من مكانه واقفا وقال باللفظ التالي ”ماكان مادخلك راكم شارينها لينا” ثم طلب منه الحارس الجلوس فرد الطالب”لا دخل لك وسنلتقي في الخارج ونتفاهم” ثم حضر رئيس المركز وحاول تهدئة التلميذ المعني. وبعد خروج رئيس المركز، بدأت مضايقات المعني من خلال إخراج الهاتف النقال وبعث الرسائل، فنبهه الحارس فقال له ”لا يعنيك”، كما كان يتبادل الكلام مع زميله ما جعل الجو غير مساعد على تأدية الحراسة ليطلب عقب ذلك حضور رئيس المركز وإعفائه من الحراسة واتخاذ الإجراءات ضد الطالب ”ش.ع”. في المقابل سلط منسق فرع متقن حاسي القارة ”المنيعة” الضوء على السلبيات التي عكرت جو الامتحان ، والتي أبلغها في رسالة مكتوبة إلى رئيس المركز الذي أجابهم وبحضور 3 أساتذة وملاحظ واحد و2 من أعضاء الأمانة بأنه لا يستطيع أن يغير من الأمر شيئا، وقال وأمام الحاضرين: ”أقر بتسريب امتحان الرياضيات على مستوى المركز”. إعفاء الأساتذة الرافضين للغش بالمنيعة وسجل التقرير ذاته ”دخول غرباء إلى مركز الامتحان عبر السور بجوار المراحيض باستعمال السلم لإعطاء حلول المواضيع عبر نوافذ المراحيض للتلاميذ”، وذلك عقب إخراج المواضيع إلى الخارج لحلها، و”الأخطر من ذلك هو استغلال العيادة لحل المواضيع من طرف أساتذة غير معنيين بالحراسة متنكرين في زي ممرضين واستعمال الهاتف النقال في بعض القاعات وفي المراحيض وبطرق مختلفة”. وفي الفترة المسائية من اليوم الثاني ”تم تسجيل محاولة دخول غرباء وبالقوة إلى المركز بسبب العدد المتواضع لرجال الأمن، ما تسبب في مشادات كلامية بين الحاجب وهؤلاء” حسب التقرير الذي أكد”تعرض بعض الحراس إلى تهديد لفظي من طرف المترشحين داخل القاعة وعند خروجهم من بوابة المركز نتيجة منع محاولات الغش، في ظل تجمع أشخاص غرباء وبكثافة أمام بوابة المركز، ما تسبب في ضغوط نفسية لبعض المترشحين والحراس”. وحسب التقرير فقد ”عجز رئيس المركز عن اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الحراس من تهديدات التلاميذ رغم تحرير تقارير بالقضايا المبلغ عنها، حيث وبدلا من اتخاذ قرارات صارمة حول تفشي الغش في اليوم الثاني وكحل بارع تم إعفاء بعض الحراس الذين احتجوا على الظاهرة وتم تهديدهم بالطرد بالقوة من المركز وهذا بسبب رفضنا لعملية الغش”. إلى ذلك، كانت أسئلة اليوم الرابع من امتحانات شهادة البكالوريا والخاصة بمادة التاريخ والجغرافيا في متناول الجميع؛ حيث استقيت من مواضيع الفصلين الأول والثاني، لينتهي بذلك تلاميذ شعبة الآداب من الامتحان، على أن يستكمل اليوم تلاميذ شعب العلوم الطبيعية والتقني رياضي واللغات امتحانات الفيزياء واللغات.