سارع عدد من خبراء الأمن الغربيين والمستشارين بمن في ذلك الجزائريين إلى التنقل إلى النيجر لمعاينة الوضع الأمني بالساحل والعمل على مراقبة الوضع والتطورات في هذه المنطقة؛ حيث ترى الدول الغربية أن الجزائر، النيجر وموريتانيا لاعبون رئيسيون في تحسين الأمن الإقليمي. قال مسؤولون من النيجر إن طليعة من المستشارين العسكريين ومستشاري الأمن الأوروبيين وصلوا إلى شمال النيجر في مهمة دفعت إليها المخاوف المتزايدة من الخطر الإرهابي القادم من مالي المجاورة. ولم يقدم الاتحاد الأوروبي تفاصيل، لكنه قال في وقت سابق إنه خصص 150 مليون أورو (187 مليون دولار) لتحسين الأمن في منطقة الساحل، حيث عززت سيطرة المتمردين على شمال مالي تنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المرتبط بتنظيم القاعدة. والنيجر مصدر رئيسي لليورانيوم وكانت الأعلى صوتا بين دول المنطقة في الدعوة إلى تدخل عسكري عاجل لمواجهة هذا التهديد الأمني. وقال ضابط كبير في جيش النيجر طلب عدم نشر اسمه لرويترز "لدينا أكثر من 30 خبيرا عسكريا ومدنيا أوروبيين يعاينون الوضع الأمني في الشمال"، مضيفا أن الخبراء أرسلوا إلى منطقة "أجاديز" في النيجر في إطار خطط للاتحاد الأوروبي لتقديم تدريب ومشورة لقوات النيجر في مجال محاربة الإرهاب، وأشار "مسألة إقامة قاعدة أجنبية ليست مطروحة". ومهد انقلاب الجيش في مالي في 22 من مارس الماضي لسقوط الشمال في أيدي خليط من المتمردين العلمانيين والإسلاميين الذين يسيطرون على منطقة صحراوية مساحتها تعادل مساحة فرنسا في قلب الصحراء الكبرى، وقد شجع استيلاء المتمردين على شمال النيجر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومتشددين أجانب آخرين من بينهم جماعة بوكو حرام النيجيرية المتشددة. ولكن الانقلاب دفع أيضا المانحين بقيادة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى وقف المساعدات غير الإنسانية لمالي التي كانت محور الجهود الغربية لمواجهة نفوذ مقاتلين مرتبطين بالقاعدة والجريمة المنظمة. وترى الدول الغربية أن النيجر وموريتانيا والجزائر لاعبون رئيسيون في تحسين الأمن الإقليمي. وتقول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وهي تجمع إقليمي في غرب القارة إن هناك قوة تقف على أهبة الاستعداد ولكن من المتوقع أن تطلب تفويضا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قبل التحرك، حيث قال محمود كاريديو، وزير دفاع النيجر، إنه يوجد مستشارون في النيجر في إطار اتفاقيات ثنائية مع الولاياتالمتحدةوفرنساوالجزائر لكن وجودهم مؤقت. وقال مسؤول في وزارة الدفاع، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه سيتم نشر بعثة الاتحاد الأوروبي في نهاية جويلية قبل الموعد المقرر بعدة أشهر، مشيرا الى أنه كان مقررا في البداية نشر البعثة في سبتمبر ولكن نظرا لتدهور الوضع الأمني في المنطقة جرى تسريع الاستعدادات. وقال محمد إيسوفو، رئيس النيجر، الأسبوع الماضي، إن أعضاء في تنظيمات جهادية أفغانية وباكستانية يدربون مجندين لجماعات إسلامية في شمال مالي.