اصل صبيحة أمس 277 عامل بحديقة الحيوانات والتسلية ”الوئام المدني” ببن عكنون اعتصامهم، تنديدا برفض الإدارة الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بمستحقاتهم المالية بأثر رجعي منذ ماي 2010 وغيرها من المطالب التي وجهوها إلى المدير العام للحديقة، إلا أنها ”ضربت عرض الحائط”، ما دفعهم للتهديد بمواصلة الاعتصام إلى غاية تسديد مخلفات أجور العمال ومنحة الأداء الجماعي. أكد ممثل العمال المحتجين في حديثه ل ”الفجر” أن اعتصامهم متواصل إلى غاية تحقيقهم مطالبهم المتمثلة في ”تسديد مخلفات الأجور طبقا للاتفاقية الجماعية التي رفض المدير العام منحهم إياها لأسباب مجهولة ومنحهم 60 بالمائة من المردودية الجماعية ووضع حد لسياسة التمييز التي يمارسها المدير على العامل البسيط، كونه أقدم على رفع رواتب الإطارات المسيرة والزيادة في راتبه، فضلا عن منح ما قيمته 6 ملايين سنتيم من أرباح المؤسسة إلى الإطارات وغيرها من الخروقات التي مورست في حق العمال”. وفضل هؤلاء اللجوء إلى الاحتجاج لإسماع صوتهم إلى السلطات العليا، علها ”تتدخل وتضع حدا لهذه الممارسات، خاصة وأن المدير رفض جل سبل الحوار على اعتبار أن الاتفاقية الجماعية نصت على ضرورة الاجتماع في شهر أفريل لمناقشة المطالب التي قدموها لدى مصالحه، إلا أنه خالف بنود الاتفاقية وفضل عدم الحديث إليهم واللجوء إلى القضاء بتاريخ 7 جوان ورفع دعوى قضائية بمحكمة بئر مراد رايس ضد أربعة عمال كانوا في صدارة المحتجين للمطالبة بمستحقاتهم المالية المتعلقة بتعويض الفارق في الأجر القاعدي منذ ماي 2010، وذلك بتهمة الفوضى وتحريض العمال على الاحتجاج، ووجه القضية إلى القسم الاستعجالي، يتهمهم فيها بتحريض العمال على الدخول في إضراب، إلا إن المحكمة رفضت الدعوى لعدم الاختصاص”. وتسبب اعتصام العمال أمام مقر إدارة الغابات في وفاة عامل شاب يبلغ من العمر 23 سنة نتيجة الحرارة المرتفعة التي أدت إلى ارتفاع في ضغط دمه، لينقل على وجه السرعة إلى المستشفى، إلا أن هذا الأخير لفظ أنفاسه الأخيرة تحت تأثير الحرارة، محملين المسؤولية الكاملة لإدارة الحديقة. وردا على اتهامات العمال، أكد مدير حديقة التسلية والوئام المدني ببن عكنون ”الحفاير مسعود” أن ”أبواب الإدارة مفتوحة في وجه العمال المحتجين الذين لا يمثلون إلا ثلث عمال الحديقة، ما يعني أن المشكل يشمل فئة من العمال وليس الكل” وبخصوص الاتهامات التي وجهت إليه بشأن الزيادات في أجور الإطارات، قال مسعود أنهم لم يتقاضوا الزيادات التي منحتها إياهم الوزارة منذ سنة 2008 مقارنة بهم، على اعتبار أنهم تحصلوا على مستحقات الأثر الرجعي على شكل حصتين تحصلوا على الحصة الأولى ولازالت الحصة الثانية التي ستتم في غضون الأشهر المقبلة. وحول وفاة الشاب بتأثير درجة الحرارة ، قال إن العمال هم المسؤولين، كونهم اصطحبوا معهم العامل للاحتجاج رغم علمهم بحالته الصحية.