”معك حق في وصف من قبل بالانتصار للغة ميتة علميا كاللغة الفرنسية إنه ليس الطحين بل الخيانة والعقدة وضعف الشخصية كذلك. كنت أدرس في جامعة غربية مع اقتصادي ياباني وقال لي إن أي كتاب يصدر في الغرب يترجم بعد أسابيع قليلة إلى اللغة اليابانية... وهكذا يفعل الصينيون الآن كذلك. إن أغلب البحوث العلمية في العالم تنشر باللغة الإنجليزية فلماذا لا نتجه إلى المنبع مباشرة وبقليل من الجهد نستطيع أن نتعلم الإنجليزية؟.. لقد خرجنا من الجزائر بمستوى شبه معدوم بالإنجليزية وبعد تسعة شهور وجدنا أنفسنا في مدرجات جامعات عالمية وأمام محاضرين أنجلوساكسونيين، ومع طلبة من كل بقاع الأرض، وقدمنا بحوثا ورسائل تخرج بعد سنة واحدة فقط باللغة الإنجليزية وبدون عقدة نقص، بل هناك من أصدقائي المعربين من أيام ثانوية الأمير عبد القادر من توجد أسماؤهم في محرك البحث غوغل وأمازون ويملكون مؤلفات علمية باهظة الثمن وتدرس في جامعات العالم بالإنجليزية وهؤلاء هم من أبناء الطبقات الشعبية ومن خريجي المدرسة البومدينية. أعتقد أن عقدة الفرنسية عند الطبقات الوسطى والغنية هي عقدة مرتبطة بالتاريخ وبالمصلحة كذلك. ماذا يحدث لو تعممت الأنترنت ووجد الكثير من جامعاتنا ومراكز البحث عندنا أن سبيل التألق والارتقاء تستعمل فيه الإنجليزية بالدرجة الأولى؟.. سنجد أنفسنا نعاني وسنكون في آخر الركب لأن الأدوات اللغوية التي نملكها لا تسمن ولا تغني من جوع. أرى أن يراجع المسؤول عن المناهج ونظم التدريس في بلادنا وضعية اللغة العربية والإنجليزية قبل فوات الأوان الإنجليزية كلغة علم وتكنولوجيا وعربيتنا كلغة هوية وثقافة وعلوم كذلك. ولكن وبكل أسف وبكل واقعية وبكل طحين، فإن تبعيتنا لفرنسا في كل المجالات هي التوجه الوحيد لطبقتنا الحاكمة وذلك إلى إشعار آخر. وهذا خيانة لذكرى الشهداء ولذكرى علماء الجزائر، وهو جبن وتواطؤ مشين لولاة الأمر”. عزيزي احسن من جيجل أعتز كثيرا بشهاداتك وتدخلك الإيجابي في عمودي المعنون ب”عندما يصبح الطحين سياسة”... لقد كفيت ووفيت... فشكرا لك على النموذج الإجابي الذي سقته عن طلابنا المهاجرين...