كيف يمكن إعادة الاعتبار للغة العربية في ظل اكتساح اللغة الإنجليزية لكل مجالات الحياة؟ وماهي الآليات والسبل الكفيلة بدفع سياسة التعريب التي تطالب بها العديد من الدول العربية؟ هي الإشكالية التي طرحنها على بعض المشاركين من الوطن العربي على هامش الندوة » العلمية حول تعريب التعليم والتنمية البشرية «التي احتضنها جنان الميثاق مؤخرا بمبادرة من المجلس الأعلى للغة العربية ، حيث أجمع الكل على ضرورة وضع إستراتيجية ناجعة لإعادة إحياء اللغة العربية في الجامعات ومراكز الأبحاث، لتساير الفتوحات التكنولوجية الحديثة وتوظيفها لصالحها . الدكتور نشأت حمارنة من سوريا: العربية أثبتت جدارتها عبرالعصور الطب والعلوم كلها تعلم باللغة العربية في دمشق، والجمهورية العربية السورية كان التعليم فيها بالعربية منذ مئات السنين، ومن بضعة سنوات بدأت السودان هذه التجربة، وكل أمم الأرض تدرس بلغتها الوطنية. الحكام العرب عندهم عقدة نقص لايثقون في أنفسهم ومن ثمة لايثقون في لغتهم، اللغة العربية كانت لغة العلم واستمرت مئات السنين إلى أن أخذت اللاتينية المشعل ، لكن العربية أثبتت جدارتها عبر العصور. والترجمة جاءت نتيجة للوعي الطبي المعرفي الذي كان موجودا في الدول العربية في العصر العباسي الأول و كذا في العصر الأموي. اللغة العربية كانت اللغة الرابعة أو الخامسة المستعملة في ترجمة كتب الطب والمصطلحات العلمية. الدكتور دفع الله عبد الله الترابي من السودان : اللغة العربية هي أم اللغات وأغناها بالألفاظ زيادة الكم المعرفي في اللغة العربية عن طريق الاقتباس من العلوم الأخرى لا سيما في مجال العلوم الحديثة وعلوم التقانة في جميع تخصصاتها. لايأتي إلا عن طريق الترجمة أي نقل ما كان نافعا في المصادر المعرفية لدى الغير إلى اللغة العربية و كذا مشاركة أهل اللغة العربية في إنتاج المعرفة العلمية بالمثابرة والتحصيل والبحث العلمي. كما يجب تجاوز الفجوة العلمية في المكتبة العربية جراء قلة المنشور فيها من كتب العلوم الحديثة. الدكتورة إنعام بيوض : صانع العلم بلغته هوالذي يسيطر« الآن اللغة الإنجليزية لها مكانة عالمية، وهم يصنعون العلم بالإنجليزية وصانع العلم بلغته هو الذي يسيطر وكما قال ابن خلدون» الغالب يسيطرعلى المغلوب «،كون اللغة الإنجليزية هي لغة مسيطرة لايعني أنها تحجب لغات أخرى، فاللغة الكورية فرضت وجودها بفضل الترجمة منذ أربعين سنة، وعلى سبيل المثال اليابان أيضا تقدمت بلغتها ،هنغاريا بلد صغير بأربعة مليون نسمة تقدم أيضا بلغته ،البرازيل تتقدم باللغة البرتغالية .كل يتقدم بلغته و كل التجارب العالمية أثبتت أن المسألة ليست مسألة لغة وإنما مسألة فكر حامل لهذه اللغة إذا كان فكرنا متمسك بأصالتنا وهويتنا وبرجعياتنا الثقافية والدينية علينا أن نتمسك أو نغير جلدتنا . الدكتور ميلود حبيبي من ليبيا : يجب البحث في آليات الترجمة الناجعة هناك الكثير من الناس يضنون أن اللغة العربية لاتستطيع أن تواكب العلوم ولا تستطيع أن تدرس بها كل العلوم، وهذا غير صحيح، كل اللغات ممكن أن تدرس بها كل العلوم ولكن المسألة تحتاج إلى إرادة سياسية قبل كل شيء، المشكل ليس مشكل تقني، الآلات والأجهزة متوفرة المتعلمون باللغة العربية بالملايين في الجزائر والعربية نعرفها واللغات الأجنبية نعرفها . كيف ننقل من هذه اللغات إلى اللغة العربية هذا هو المطلوب. هناك آليات تحتاج بالإضافة إلى الإرادة السياسية إلى بعض الإمكانيات ووضع برنامج واضح وخطة محددة المعالم والمدة لتعريب ما نحتاج إليه والإستفادة مما هو موجود في الوطن العربي ولسنا بحاجة إلى تعريب كل شيء من جديد ، هناك أمور كثيرة جدا قامت بتعريبها المجامع العلمية في مختلف الدول العربية والألسكو ولابد من استغلالها بطريقة موضوعية ومنهجية وعلمية . الدكتور عمار طالبي : يجب تعميم اللغة العربية في وسائل الإعلام اللغة العربية يجب أن تعمم في وسائل الإعلام في التلفزة والإذاعة حتى يكونوا في بيئة لسانية تتلائم مع مقومات وجودهم ،وبهذا نستطيع أن ننجو من التخلف اللغوي. الآن توجد حوالي 6000 لغة ويمكن أن تفنى هذه اللغات وتندثر، بينما اللغة العربية باقية في الواجهة لأنها لغة القرآن ولغة مليارونصف من المسلمين يحبونها ويستخدمونها في عباداتهم،ولابد أن يستفيق هؤلاء المتشبثون باللغات الأجنبية أن يكفوا عن هذا اللغو وهذا العبث، لأن حياتنا تكون بإحياء لغتنا في الجامعات ومراكز الأبحاث كما فعلت الأمم الأخرى المتقدمة على غرار كوريا واليابان والصين والبرازيل . الدكتور عبد القادرهني : يجب تطبيق قانون استعمال اللغة العربية لاشك أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى عالميا فيما يتعلق بالعلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء وعلوم الفضاء والرياضيات ونحن أمام هذا ينبغي لنا أن نعبرعن هذه العلوم بلغتنا وأسلم طريق هوالتعليم و يجب علينا أن لانشغل أبناءنا بلغات تكاد تكون ميتة مثل اللغة الفرنسية التي نعممها في المدارس وهو الشيء الذي لم تفعله فرنسا نفسها وأنا لا أطالب بمؤتمرات ولا أبحاث بل أطالب الآن بشيء واحد وهو تطبيق قانون استعمال اللغة العربية وبذلك سنخطو خطوة مهمة في هذا المجال .