تشهد فترة التحويلات الصيفية نشاطا كبيرا بين لاعبي المنتخب الوطني والذين يفتقد معظمهم للاستقرار اللازم رفقة أنديتهم، ويلجأون إلى تغيير الوجهة نهاية كل موسم بسبب فشلهم في فرض إمكاناتهم رفقة الأندية التي يلعبون بها، أو رغبتهم في اللعب في فرق أخرى لأسباب مادية بحتة، على غرار ما حدث خلال الميركاتو الصيفي الماضي، حيث سجلنا هجرة جماعية للاعبي الخضر نحو البطولات الخليجية على غرار بلحاج، عنتر يحيى، بوڤرة، بوزيد، زياني ومغني. شرع العديد من لاعبي المنتخب الوطني في مناقشة مستقبلهم رفقة الأندية بعد تفرغهم من لقاءات المنتخب في تصفيات الكان والمونديال، حيث باشر العديد منهم دراسة الخيارات المطروحة أمامه من أجل تحديد وجهته القادمة، على غرار سليماني الذي يملك عروضا محلية واحترافية كثيرة، في حين أن بودبوز وجبور يعدان من بين أكثر الأسماء المطلوبة في البطولة الفرنسية، وهو نفس الحال الذي ينطبق على قادير، مجاني ومهدي مصطفى، في حين تبقى الأمور غامضة بخصوص بعض الأسماء الأخرى وفي مقدمتها مدافع نادي ميلان جمال مصباح الذي تضاربت الأنباء حول إمكانية بقائه أو رحيله من الميلان. هذا وبرز الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش ليلعب دورا حاسما في خيارات لاعبي التشكيلة الوطنية، حيث أكد المدرب البوسني أنه يمنح نصائحه باستمرار للاعبيه بخصوص مستقبلهم رفقة الأندية، مؤكدا أن الاستقرار واللعب باستمرار تعتبر من أهم العوامل التي من الواجب مراعاتها في تحديد خيارات اللاعب. وكان الناخب الوطني قد شدد على لاعبيه ضرورة تفادي اللجوء لخيار اللعب مع الأندية الخليجية، على غرار ما قام بها لاعبو الخضر الصيف الفارط، في الوقت الذي شجع اللاعبين المحليين على التوجه لأوروبا، والظفر بعقود احترافية من أجل تطوير مستواهم الفني والبدني. وطلب حليلوزيتش من حارس العميد فوزي شاوشي ضرورة اللعب بأوروبا في أقرب وقت ممكن، مؤكدا أن أوروبا تعتبر المكان المثالي لتطوير مهارة اللاعب، كما طالب أيضا من دوخة التريث قبل حسم وجهته القادمة، تحسبا للحصول على عروض من أوروبا. كما لجأ الناخب الوطني إلى إقصاء العديد من الأسماء من المنتخب على غرار زياني، بسبب تفضيله للعب في الخليج، معتبرا أن اللعب في الخليج سيكون له تأثير سلبي على جاهزية اللاعب، والذي سيفتقد لروح المنافسة. حشود وسليماني يفضلان أوروبا على أموال حداد وفي إطار متصل، فشلت مساعي إدارة اتحاد العاصمة في إقناع الدوليين حشود وسليماني في تقمص ألوان النادي العاصمي، حيث لعب المدرب الوطني حليلوزيتش دورا كبيرا في تغيير قناعة اللاعبين، واللذين أكدا رغبتهما في الاحتراف بأوروبا بدل البقاء في البطولة الوطنية، بالرغم من أن الرئيس حداد أكد استعداده لتوفير جميع مطالب اللاعبين من الناحية المادية. بوزيد وزياية الأقرب لمغادرة الخليج وبعد قرار المدافع عنتر يحيى ترك البطولة السعودية بعد تجربة فاشلة، فإن العديد من الأسماء الجزائرية تفكر جديا في ترك البطولات الخليجية، خاصة أن الأمر قد كلفها خسارة ثقة الناخب الوطني، وبات المدافع بوزيد قريبا من مغادر تشكيلة بني ياس واللعب لأحد الأندية الأوروبية، في حين أن المهاجم السابق للخضر زياية يكون قد حسم موقفه باللعب في أحد الأندية الجزائرية أو التونسية أو الحصول على فرصة احترافية أوروبا، ولا يزال رحيل النجم مغني من البطولة القطرية ممكنا، خاصة وأن اللاعب قد فشل في إعادة بعث مشواره مجددا في الخليج، وضيع العديد من إمكاناته هناك.