شكّل خبر التحاق مدافع نادي “جيانينا” اليوناني والمنتخب الوطني إسماعيل بوزيدة، صدمة قوية لعشاق كرة القدم الجزائرية، الذين تساءلوا عن الأسباب التي جعلت لاعب مولودية الجزائر السابق يترك فرصة اللعب في المستوى العالي، حيث كان لاعبا أساسيا فوق العادة مع ناديه، ليتنقل إلى اللعب في دوري ضعيف جدا بشهادة المتخصصين، وبهذا يكون المدافع السابق لمولودية الجزائر سادس لاعب دولي يحط رحاله في بطولات الخليج بعد أن سبقه إليها في الصائفة الفارطة كل من مغني وزياني وبوڤرة وعنتر يحيى وحاج عيسى، الذين التحقوا بكل من بلحاج وزياية اللذين سبقاهم إليها. يمكن التأكيد على أنّ بوزيد هدّد مشواره بعد انضمامه إلى “بني ياس” للمنتخب الوطني، خاصة أن الناخب الوطني حليلوزيتش كان حذّر لاعبيه من اللعب في هذه الدوريات التي يصفها الكثيرون بمقابر النجوم. مشوار دوليّينا في الخليج على المحك وبين الإغراءات وسخاء أمراء الأندية الخليجية فإن مشوار دوليّينا بات على المحك مع المنتخب الوطني؛ بالنظر إلى تجارب اللاعبين ليس فقط الجزائريين، الذين تنقلوا للعب في الخليج وفشلوا في استعادتهم بريقهم، وأغلبهم قضوا على مشوارهم الاحترافي، وهذا لأسباب عديدة أبرزها تواضع مستوى الدوريات الخليجية، التي لم تشفع لها الإمكانات المالية الكبيرة المسخّرة ولا حتى الهياكل القاعدية الكبيرة المتوفرة في مجاراة حتى مستوى بطولات شمال إفريقيا، بدليل تصنيف “الفيفا” الأخير الصادر في شهر ديسمبر المنصرم، الذي احتلت فيه البطولات الخليجية مراتب متأخرة جدا. حتى اللاعبين المحليين مسّتهم الظاهرة ويبقى اللافت للانتباه أن الهجوم نحو الجزائريين إلى “مقابر النجوم” لم يعد حكرا على دوليينا المحترفين في أوربا، بل إن الظاهرة مست مؤخرا اللاعبين الناشطين في البطولة المحلية؛ فبعد المهاجم حاج بوڤاش الذي فتح أبواب الدوريات الخليجية قبل موسمين من الآن، فإن هذا الموسم عرف انتقال كل من مهاجم شباب بلوزداد رمزي بورقبة وصانع ألعاب شباب قسنطينة رضا بن حاج، بعدما كان قد سبقهم المغترب وصانع ألعاب مولودية الجزائر مقداد، الذي اختفت أخباره كلية بعدما كان مرشحا للالتحاق بالمنتخب الوطني. جزائريون فروا من “الجحيم” وعادوا للعب في أوروبا ومن لاعبينا الذين احترفوا في الخليج سابقا نجد أن 4 منهم تمكنوا من العودة إلى أوروبا لكن في القسم الثاني، ويتعلق الأمر بمادوني، الذي إنضم إلى “كليرمون فوت” الفرنسي قادما إليه من “الغرافة” (2009-2010)، وكركار من “السيلية” إلى “داندي يونايتد” الإسكتلندي (2004-2005) قبل أن يعود مجددا إلى قطر وتحديدا إلى نادي “الوحدة”. كما إن منيري بعد أن تقمص ألوان “الخور” عاد إلى “باستيا” الفرنسي (2008-2009)، لتكون الخاتمة مع صايفي الذي بعد تجربته مع “الخور” في موسم (2009-2010) تنقّل إلى “إيستر” على شكل إعارة، ثم “آميان” الذي ينشط حاليا في دوري “ليغ 2” الفرنسي بعد أن حقق الصعود معه الموسم الفارط. ومن دون شك فإن الخاسر الأكبر في تواصل هجرة دوليينا نحو الخليج هو المنتخب الوطني، سيما وأن رقم الجزائريين المرشحين للالتحاق بالدوريات الخليجية مرشح للارتفاع في ظل تنامي ظاهرة اهتمام الأندية الخليجية باللاعب الجزائري في الآونة الأخيرة، حيث أصبح عددهم 17 لاعبا ينشطون في البطولات الخليجية، سواء كانوا مغتربين أو محليين، وهو ما من شأنه أن يعقّد أكثر من مهام الناخب الوطني قياسا بجملة الاستحقاقات الهامة التي تنتظر المنتخب الوطني في المستقبل القريب.