“الإمكانات المادية لا تلبي طموحاتنا ولدينا مشروع طموح لتطوير مستوى التكوين الرياضي" “المدرسة هي نواة التكوين والمكان المثالي لاكتشاف المواهب الرياضية أكد عبد الحفيظ إيزم، رئيس الاتحادية الوطنية للرياضة المدرسية، أن النتائج الإيجابية التي حققتها الرياضة المدرسية الجزائرية في الفترة الأخيرة تعكس بوضوح الطموحات الكبيرة لمسؤولي الرياضة الوطنية من أجل دفع عجلة التكوين وتطوير مستوى الرياضة من بوابة المدرسة، التي تعتبر النواة الأساسية في التكوين، خاصة أن المدرسة تعتبر الخزان الأول للمواهب الرياضية المختلفة، حيث أن المدرسة كانت السبب في اكتشاف العديد من المواهب اللامعة على غرار نور الدين مرسلي، وحسيبة بولمرقة وسليمة سواكري، والذين تم اكتشاف مهارتهم من بوابة الرياضة المدرسية. أوضح إيزم أن اتحاديته تملك مخططا واعدا من أجل رفع عدد المنتسبين لمشروع الرياضة المدرسية، مؤكدا أنه منذ تسلمه مسؤولية اتحادية الرياضة المدرسية سنة 2009، فإنه نجح في رفع عدد ممارسي الرياضة المدرسية من 250 ألف إلى أكثر من 600 ألف تلميذ حاليا، ينتسبون لمختلف الابتدائيات والإكماليات والثانويات الوطنية، معتبرا أن هدفه الراهن يتمثل في الوصول إلى مليوني رياضي بحدود سنة 2013. أهلا بك السيد إيزم، هل لك أن تشرح لنا عمل اتحادية الرياضة المدرسية؟ رياضة ومدرسة عبارة عن مشروع وطني من أجل تطوير مستوى التكوين في شتى الرياضات، المشروع انطلق منذ مدة طويلة لكنه توقف، قبل أن يسجل انطلاقة ثانية منذ 2009، حيث تسلمت رئاسة الاتحادية، ونعمل على التكفل بالرياضيين الذين ينشطون على مستوى الابتدائيات والإكماليات وكذا الثانويات، حيث نعمل على اكتشاف المواهب أولا، وذلك من أجل تطوير مستواها وصقل موهبتها، ضمن مشروع علمي للتكوين. وما هي الرياضات التي تنضوي تحت لواء اتحادية الرياضة المدرسية؟ حتى الآن لدينا أربع رياضات جماعية هي كرة القدم، كرة السلة، كرة الطائرة وكرة اليد، بالإضافة إلى الرياضات الفردية وهي ألعاب القوي، الشطرنج، تنس الطاولة، الجيدو، الكراتي والسباحة، لكننا نطمح لضم المزيد من الرياضات، لكن ذلك مرتبط أساسا بالإمكانات المادية المتاحة أمامنا. وكيف تقيم الإمكانات المادية المتاحة؟ هناك دعم لا بأس به من طرف وزارة التربية والتعليم وكذا وزارة الشباب والرياضة، حيث تعتبر الممولين الوحيدين لاتحاديتنا، الأكيد أن الدعم المادي المقدم يعتبر أكثر من مشجع بالنظر إلى الإعانات التي كانت تحظى بها الرياضة المدرسية في وقت سابق، حيث زاد اهتمام المسؤولين في الجزائر بالرياضة المدرسية بالنظر إلى الأهمية الكبيرة للرياضة المدرسية في تطوير مستوى التكوين بشكل عام، لكن الأكيد أن طموحاتنا تبقى تحقيق وإنجاز أهداف أكبر من التي حققناها حتى الآن، لكن وجود دعم مالي كافي ضروري من أجل تحقيق الطموحات المرجوة، خاصة وأننا نهدف للوصول إلى مليوني منتسب للرياضة المدرسية بعد سنة من الآن. البعض يعتبر أن اتحاديتكم مظلومة إعلاميا وماديا، هل تشاطر هذا الرأي؟ إعلاميا هناك نوع من الفتور في تغطية الرياضة المدرسية، وهو المشكل الذي يشمل جميع الرياضيين الشباب، حيث يهتم الإعلاميون كثيرا بفرق الأكابر، في حين أن الأسماء الشابة هي من تعتبر مستقبل الرياضة الوطنية، وأما بخصوص الدعم المادي فقد أكدت أن الدعم جيد، لكن لا يجب إغفال أن اتحاديتنا تعتبر من بين أكبر الاتحاديات من حيث عدد المنتسبين، فضلا على أننا نشتغل على مستوى 48 ولاية، وهو الأمر الذي لا تجده في الكثير من الاتحاديات، هذا أمر إيجابي، لكنه واقع ليس من السهل التعامل معه، بالنظر إلى ضرورة العمل من أجل تلبية انشغالات كافة الرياضيين على المستوى الوطني. لكن التغطية الإعلامية مرتبطة أساسا بالنتائج والإنجازات، هل لديكم نتائج محققة على ارض الواقع؟ نعم، فاتحاديتنا تعتبر من أكثر الاتحاديات تشريفا للراية الوطنية على الصعيد الخارجي، على غرار الإنجازات الرائعة المحققة في الفترة الأخيرة، كلقب البطولة العالمية في العدو الريفي بمالطا شهر أفريل الفارط، والتي كانت من نصيب العداء سليماني من الشلف، كما شاركنا في البطولة المغاربية والتي نجحنا في اكتساح جميع التتويجات بها، حيث حصدت البعثة الجزائرية على 8 ميداليات ذهبية من أصل 12 ميدالية ممكنة، هذا وقد حقق منتخبنا الوطني لكرة القدم المركز الثاني في البطولة العربية بالسعودية مؤخرا، فضلا عن العديد من الإنجازات الأخرى، وهي الإنجازات التي تؤكد أن مواصلة العمل ضروري من أجل دفع التنمية الرياضية. من بين أبرز المشاريع الخاصة بالرياضة المدرسية، نجد المدرسة الوطنية للرياضة بسطيف، كيف ترى المشروع المنجز من طرف وزارة الشباب والرياضة؟ مشروع مدرسة سطيف مشروع جد رائع، وسيكون منبرا لتطوير الرياضة المدرسية وتحسين التكوين كثيرا، لكن من الضروري توفير إطارات ومختصين في المستوى من أجل الإشراف على المدرسة، والعمل وفق مناهج علمية متطورة. وهل هناك مشروع استفادت منه اتحاديتكم مؤخرا؟ هناك العديد من المشاريع، أذكر منها المركز الوطني لتحضير المنتخبات المدرسية بغليزان، وهو المشروع الذي من شأنه تسهيل تحضيرات النخبة الوطنية. كلمة أخيرة؟ حاليا لدينا العديد من التظاهرات الخاصة بخمسينية عيدي الاستقلال والشباب، وهي التظاهرة التي ستكون فرصة من أجل اختيار العناصر المشاركة في دورة الألعاب العربية المنتظرة بالكويت شهر سبتمبر المقبل، نأمل في تحقيق نتائج طيبة، خاصة وأننا نطمح إلى تحقيق نتائج أفضل من التي حققناه في الدورة السابقة، أين احتللنا المركز الثاني في الترتيب العام للفرق.