عاشت العديد من بلديات عنابة منها بلديات، البوني، سيدي عمار، الشرفة، برحال وغيرها، خلال اليومين الماضيين، مجددا نفس سيناريو الانقطاعات الكهربائية المتكررة الذي خيم على سكانها الصائفة الفارطة، حيث تسببت الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي عبر أحياء هذه بلديات، في نشوب احتجاجات للمواطنين الذين قاموا نهاية الأسبوع بالتجمهر وقطع الطرقات بالمتاريس والحجارة في وجه حركة المرور، تنديدا بحرمانهم من التيار الكهربائي في ضل ارتفاع لا يطاق لدرجات الحرارة. وأمام هذه الوضعية تبقى مؤسسة سونلغاز عنابة الغائب الأكبر عن الساحة، فيما تواجه مصالح الأمن لوحدها أزمة هي في غنى عنها حيث قامت الأجهزة الأمنية بتوقيف عدد من العناصر المشاركة في الاحتجاجات، حيث كانت أحياء بوخضرة وخرازة محل احتجاجات، مطالبة بتدخل السلطات المحلية لإيجاد حل لأزمة الكهرباء نظرا للانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي طيلة يومين كاملين، عرفت فيهما الأحداث تطور مقلقا تطلب تدخل عناصر الدرك لاستعادة النظام والأمن. تكرر سيناريو الانقطاعات الكهربائية تبرره دائما مؤسسة سونلغاز بأعطاب عارضة في المولدات الكهربائية نتيجة الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة، غير أنها لم تبرر تمركزه في نواحي معينة دونا عن أخرى صيف كل سنة، ما اعتبر من قبل المواطنين المتضررين أمرا مفتعلا كبد العديد منهم خسائر مادية فادحة بسبب تلف أجهزتهم المنزلية وتضرر التجار أيضا من فساد موادهم الغذائية، خاصة منهم الجزارين بسبب انقطاع الكهرباء. وفي الوقت الذي تواجه سونلغاز سخط و غضب المواطنين، يؤكد مسؤولو المؤسسة أن وضعية الشركة لا تحسد عليها، حيث تعتبر من أكثر المؤسسات التي تعاني خسائر مالية هامة تعد بالملايير، نتيجة تجاوزات المواطنين أنفسهم، حيث يتم ترتيب ظاهرة سرقة الكوابل في المرتبة الأولى، والتي لازالت تعتبر استنزافا ماليا رهيبا يكلف خزينة المؤسسة خسائر مالية هامة، آخرها كان سرقة قرابة ال90 مترا من الكوابل النحاسية بغرب المدينة عبر أحياء الأبطال و الصفصاف، لتليها مباشرة ظاهرة القرصنة والاستحواذ على الطاقة الكهربائية بشكل غير قانوني، تحديدا في العديد من أحياء البوني، ناهيك عن الفوضى العارمة التي تعرفها الأحياء الفوضوية التي تتغذى السكنات بها بكميات هامة من الطاقة الكهربائية، عن طريق الاستحواذ عليها من أعمدة الإنارة العمومية، وما يترتب عنها من إشكالات خطيرة غالبا ما تكون وراء اندلاع الحرائق أوالانفجارات الكهربائية. كما تأتي كذلك إشكاليات عدم تسديد المستحقات المترتبة عن استهلاك الطاقة سواء من طرف المؤسسات العمومية أو الخواص، لاتزال فواتيرها عالقة منذ سنوات، كمعرقل مالي آخر زاد في خسائر سونلغاز، التي رغم افتتاح مشروع المحطة الجديدة لإنتاج الكهرباء بالميناء لازال سكان عنابة لم يعرفوا بعد تموينا منتظما بالكهرباء منذ سنة 2008 إلى السنة الجارية، مع العلم أن الوضعية المتدهورة لبعض المرافق والتجهيزات الكهربائية هي الأخرى تعد إشكالا عويصا لوحده، كان وراء اندلاع حريقين مهولين خلال أسبوعين بمحلين تجاريين وسط مدينة عنابة، التي كانت محل تغيير في كوابلها الكهربائية خلال شتاء السنة الحالية. تجدر الإشارة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي خصوصا عبر أرياف بلديات عنابة، يعتبر بالنسبة لمواطنيها تكريسا للتخلف الذي تعيشه هذه المناطق، التي تتحمل تبعات مشاكل مؤسسة سونلغاز، والتي بدورها تعتبر ضحية ممارسات غير قانونية للعديد من الأشخاص الذين كانوا وراء تكبيد الشركة أكثر من 10 ملايير سنتيم خسائر سنويا لحقت بهذه المؤسسة الحيوية.