المتفائلون خيرا بالرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي يرون أن الرجل أكبر من أن يتغير أو يتحول أو أن تؤثر فيه مزايا الكرسي وملذات السلطة ويذهبون بعيدا حين يركزون على انتمائه السياسي الذي يتخذ من الشريعة الاسلامية شعارا ومنهجا، هذا الانتماء الذي يحث المنتسبين إليه على التواضع والرضى بالقليل والتكيف مع كل الحالات والظروف ويعلمهم الزهد في السلطة، هذه السلطة التي يعتبرها تكليفا وليست تشريفا ... لكن المتشائمين لا يخشون من الاسلاميين بقدر خشيتهم من الاعلام المصري الذي دأب على صناعة الطغاة وتزيين أعمالهم وتمجيد حتى أخطائهم وخطاياهم، فأغلب الاعلاميين المصريين - إلا من رحم ربك - يحبون التضخيم في كل شيء والنفخ في أي أمر والتقرب إلى السلطة بالتزلف والكذب وغض النظر عن المساوئ أو تجميلها وإظهارها للناس على أنها محاسن ... وسائل إعلام درجت على تنزيه الحاكم بل وحتى تأليهه والعياذ بالله وقد رأينا كيف أنها بقيت تدافع على نظام مبارك البائد حتى آخر لحظة ورأينا كيف انقلبت عليه في اللحظة التي سقط فيها حتى أنك تكذّب نفسك هل فعلا هؤلاء الصحفيون الذين يقدحون ويشتمون مبارك وآله هم أنفسهم الصحفيون الذين كانوا يمجدونه ويثنون عليه وعلى خصاله الجمة؟ قد يكون تكوين الدكتور محمد مرسي مخالفا تماما لتكوين محمد حسني مبارك وقد يكون لرصيده العلمي والمعرفي ونشأته في الوسط الريفي ما يجعله أكثر حصانة من سلفه لكن ”الكرسي يدوخ” كما قال أحد الساسة الجزائريين والبريق الاعلامي كثيرا ما يعمي ويطمس الحقائق ... نتمنى أن يبقى الرئيس المصري محمد مرسي هو ذات الرجل الذي سمعناه يؤدي اليمين في ميدان التحرير ويتعهد بتحقيق أهداف الثورة ولا نتمنى أن نرى طاغية جديدا صنعته لنا وسائل إعلام مأجورة .. وكل انتخاب وأرض الكنانة بألف خير ...