تستقطب بحيرة الرغاية عشرات العائلات القادمة من مختلف المناطق المجاورة بحثا عن الراحة والهدوء، بعيدا عن ضجيج المدينة وصخب الشواطئ، خاصة في الأمسيات الصيفية، ويزداد الإقبال نهاية الأسبوع، حيث تمتلئ ساحة الاستراحة بالمركز بالكثير من العائلات المستمتعة، وتكون زرقة البحيرة على موعد مع أكبر عدد من عشاقها. تعتبر بحيرة الرغاية لؤلؤة طبيعية تتربع على مساحة شاسعة شرقي العاصمة، والتي صنفت منطقتها الرطبة ذات 1500 هكتار ضمن قائمة ”رامسار” الدولية سنة 2003، غير أنها لا زالت تنتظر قرارا لتصنيفها كمحمية طبيعية وطنية، بما يحفظ لها خصوصيتها ويضمن تسييرا وحماية أفضل لها من التهديدات التي تحيط بها. وحسب الكثير من زوارها، فإن هناك عدة معايير دولية سمحت بتصنيف البحيرة كمنطقة رطبة عالميا، منها الجانب التاريخي والثقافي، بالإضافة إلى توفرها على 5 أنظمة إيكولوجية بحرية وبرية نادرة سمحت باستقطاب عدة أنواع من الطيور المهاجرة، ناهيك عن تواجد أنواع عدة من الأسماك والنباتات النادرة. وتصنف بحيرة الرغاية آخر ما تبقى من الشريط المتيجي الذي كان يمتد قبل الاحتلال الفرنسي من تيبازة إلى وادي يسر، وهي عبارة عن بحيرات ومستنقعات، تعرضت للتجفيف من طرف المستعمر الفرنسي لأغراض فلاحية، إلا أنه ولحسن الحظ فإنها لم تجف واستعملت كخزان مائي لسقي الأراضي الفلاحية على مساحة تقدر ب 1200 هكتار امتدادا من برج البحري إلى بودواو. وتزخر المنطقة بالعديد من الأصناف النباتية التي تم إحصاؤها من طرف الجامعيين والإطارات، والتي وصلت إلى 236 صنف، ناهيك عن أصناف الحيوانات، فهي تتوفر على 206 صنف من الطيور، منها 55 طيرا محميا بقوانين جزائرية، و3 أصناف في طور الانقراض. أما الثدييات فإن المنطقة تتوفر على 21 صنفا منها القنفذ، الثعلب والذئب. والحوت انقرضت منها 3 أصناف سنة 1989 بسبب التلوث الذي حدث على مستواها، ونظرا لتكيف محيطها المعيشي مع المياه العذبة. ويعتبر أغلب زوار المنطقة أن صغر المساحة المخصصة لاستيعاب العدد الهائل والكبير للعائلات الوافدة إلى البحيرة، وقلة المرافق الضرورية من أكثر ما يعيق استمتاعهم بها، خاصة أن المكان لا يحتوي على مرافق تسمح لهم بالجلوس باستثناء ساحة الاستراحة.