رفض عبد الرحمن سعيدي رئيس مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم، في حديث ل “الفجر”، التعليق على حالة النزيف التي تعيشها الحركة بسبب الاستقالات الجماعية لأعضاء من مكتبها الوطني وتجنب الخوض في مسألة الشقاق الحاصل فيها، ما أعطى الانطباع بأن حالة التوتر تشتد داخل بيت حمس، كما يحيل موقف سعيدي إلى تأكيد ما يتسرب لحد الآن حول الصراع القائم بين تيار عمار غول نائب العاصمة وتيار الرئيس أبو جرة سلطاني، خاصة أنه لم ينف خبر هذه الاستقالات. بينما لم يستبعد رئيس مجلس الشورى عبد الرحمن سعيدي، برمجة القضايا الداخلية في حمس في إشارة إلى الخلافات الموجودة، خلال أشغال الدورة المقبلة لمجلس الشورى المتزعم انعقادها يوم 27 جويلية الجاري، موضحا أن كل القضايا الأخرى التي ستناقش فيها على قدر متساو من الأهمية، إلا أن ميدة أوضح أن جدول أعمال الدورة سيقتصر على تقديم تقرير حصيلة السداسي الأول من هذه السنة حول نشاطات حمس، وخاصة تقييم مشاركتها في الانتخابات التشريعية، ثم مناقشة الملف الأهم في الوقت الراهن وهو مشاركة الحركة في الانتخابات المحلية المقبلة، حسب ما تقرر يوم أمس في اجتماع بمقرها. وأوضح المتحدث أنه خارج إطار هذين الملفين لن يكون هناك حديث عن ملف الخلافات داخل أبناء الحركة، لأنها غير موجودة أساسا إلا في نظر الصحافة. ويتضح من كلام الرجلين أي سعيدي وميدة وجود خلل ما، وهو حالة الاستقالات الجماعية لقيادي وإطارات الحركة المرتقب حدوثها هذه الأيام، كما أشارت إليه “الفجر” في عددها الصادر أمس، تحسبا لانضمامها إلى التشكيلة السياسية التي يحضر لتأسيسها الوزير السابق للأشغال العمومية عمار غول ونائب البرلمان عن العاصمة حاليا، والتي يرجح أن تكون جاهزة قبل موعد المحليات. وسيكون الفصل في المشاركة في الانتخابات المحلية مصيريا بالنسبة لمستقبل حركة مجتمع السلم، لأن هذا الموعد سيكون بمثابة امتحان سياسي آخر تقاس فيه ما تبقى من شعبية حمس، بعد الفشل الذي منيت به في الانتخابات التشريعية المنصرمة خاصة أن هناك طرح قوي يقوده نائب رئيس الحركة عبد الرزاق مقري ينادي بمقاطعة الانتخابات المحلية بهدف الحفاظ على ماء وجه الحركة.