...وكان لهذا الأمير عمّ شرير بيّت له نية سيئة وحضّر له مكيدة ليتخلص منه والزواج من العروسين الجميلتين فهيأ له رحلة صيد إلى الصحراء رفقة فارسين من عملائه... في طريق الصيد عطش الأمير واستبدّ به الظمأ ولم يجد ماء في قِربته، فطلبه من أحد رفقاء الرحلة الذي امتنع عن تلبية طلب الأمير إلا بشرط أن يفقأ له عينيه فقبل الأمير الشرط لأنه اشرف على الهلاك وهكذا قام الفارسان برمي الأمير في الصحراء يتلمس دربه وهو كفيف البصر، فجلس تحت ظل شجرة وهو يتلمس طريقه بصعوبة، وفي أعلى الشجرة، كانت صغار اللقلق تراقب وضع الأمير البائس وعند المساء طلب الصغار من والدهم الذي عاد محملا بالطعام مساعدة هذا الأعمى القابع تحت الشجرة عندها خاطب اللقلق الأمير قائلا ”أيها الإنسان مدّ يدك يمينا تجد حجرا اقلبه تجد ماء فما كان من الأمير إلا أن طبق تعليمات اللقلق فانفجرت أمامه ينابيع الماء، فهرع إليه يتلمس طريقه ليروي عطشه، فرحت صغار اللقلق بصنيع والدها، فتوسلت إليه أن يساعد الأمير على استعادة بصره، فأشار اللقلق للأمير أن يأخذ من أوراق الشجرة ويضعها على عينيه فيستعيد بصره وكانت المفاجأة أن استعاد الأمير بالفعل بصره، وبعد أن شكر اللقلق وصغاره قرر قطع الدروب في الصحراء وهو لا يعلم إلى أين ستنتهي به الطريق فعثر على كوخ صغير، لجأ إليه طالبا الضيافة فرحبت به عجوز مقدمةً له جرة حليب وقطعة لحم وجفنة كسكسي... بعد أن أكل الأمير بنهم قصّ على العجوز حكايته فاقترحت عليه أن ينتظر ابنها الفارس، الذي سيساعده في حل مشكلته عند عودة الفارس، ابن العجوز، اكتشف الأمير أن عمه الملك كلفه بقتل الفارسين اللذين دبرا له مكيدة، حتى يكتمل مخطط التصفية، فاقترح الأمير على الفارس أن يذهب هو لتنفيذ مخطط عمه عوضا عنه فوافق الفارس، بعد أن قدم للأمير عدته الحربية التي تنكر فيها وهو ذاهب لتصفية الفارسين فوجد عمه وأهل المملكة في الانتظار. بدأت المعركة بينه وبين الفارسين اللذين تعرّفا إليه بعد الحديث إليه فامتنع الفارسان عن إذاية الأمير ثم اتجها إلى الزوجتين لإخبارهما، في صباح اليوم التالي طلب الأمير من عجوز أن تملأ له قربة بالدم فذبحت العجوز تيسا ووضعت دمه في القربة التي قدمتها له وحملها بدوره إلى ساحة المعركة، حيث كان عمه وأهل المملكة ينتظرون المعركة بين طاموس وراموس والقتال كان يجري تحت أنظار العروسين الجميلتين كان القتال يجري كأنه حقيقي وهو في الحقيقة وهمي حيث اقترب الأمير من العملاقين وأفرغ عليهما قربة الدم وسقطا أرضا، يتظاهران بالموت... عم الأمير دخل القصر وهو يريد اختطاف العروسين اعتقادا منه أن العملاقين والأمير قد هلكا إلى غير رجعة لكن العملاقين خرجا من حيث لم يتوقع عم الملك الخائن وألقي القبض عليه هو وحاشيته وكافأ الأمير العملاقين طاموس وراموس وعاش الجميع في سعادة ورخاء.