تتميز أعراس عين صالح ”منطقة تيدكلت” بالروح الجماعية، حيث تدوم عادة أسبوعا كاملا، يبدأ باجتماع النسوة أياما قبل الموعد لتجهيز الكسكسي الذي ”تفتله النسوة” بطريقة جماعية وسط أهازيج خاصة، حيث تحضر النسوة في هذا اليوم طبقا معروفا يسمى بالحسوة أوالدشيشة تحضر بالدقيق والتوابل الحارة وشحم الجمال. في يوم العرس يخصص لدعوة الأهل والأحباب لإحياء ”السهرية” أو ليلة الحنة وفي اليوم الموالي تكون العروسة محاطة بمثيلاتها في السن من بنات الأهل والجيران وفي المساء تركب العروس سيارة مزينة بالورود، وتنطلق في موكب بهيج لتعود إلى بيتها أين تكون في انتظارها المدعوات لحضور ”التصديرة”، فتدخل على إيقاعات ”الزمار” ، وهي فرقة شبانية ترافقها إلى المكان الذي تجلس فيه وسط النسوة، وتبقى تعزف ألحانها لفترة من الزمن، قبل أن تعوضها فرقة ”الطبالات”، وهي فرقة نسوية تستمر إلى ما بعد السهرة، أين يقدم طبق ”العيش” وهو عبارة عن كسكس بلحم الجمل أوالغنم، وهذا ما يعرف لدى أهل عين صالح ب ”العطرية” التي تقيمها أيضا أم العروس يوم الخميس على مائدة الغداء، وتقيمها أم العريس يوم الأحد على إيقاعات ”الطبل” على مائدة العشاء، وهما اليومان اللذان تختتم فيهما أيام الفرح في بيتي العريس والعروس على حد سواء. تزف العروس إلى بيت الزوجية يوم الخميس وهذا ما يعرف في المنطقة ب ”المروح”، وقبله بيوم تزور 10 نساء من عائلة العريس يتم اختيارهن على أساس السن والحكمة رفقة رجال يتم اختيارهم أيضا لنفس الصفات، يحضرون إلى أهل المرأة التي ستتزوج لوازم الطعام من دقيق وشاي وسكر وطماطم والكبش وتسمى العملية ”الدفوع”. في بيت أهل الفتاة يجتمع الرجال لقراءة الفاتحة من اجل تثبيت ”القبول” وعلامة القبول عندهم هي رجوع الأساور أو ”الحدايد” من مجلس الرجال إلى مجلس النساء وهي الأساور التي تكون قد أحضرت في جهاز العروس. يقدم بعدها طبق ”العيش بلحم الجمل” إلى جانب الشاي والتمر واللبن. ترتدي عروس عين صالح نوعا من الثوب التقليدي يسمى ”الجوالي” تحضره أم العريس مع جهازها، يوضع الجوالي على مهراز ”كبير يستعمل في دق التمر في ساحة البيت كفأل خير، إلى جانبه ”الحنبل” الزربية و”الحدايد” الأساور، ويتكون لباس ”الجوالي” من الحايك والحرام، ”حزام أخضر” وحذاء، ترتدي العروس الجوالي صبيحة الجمعة وتستقلبها به حماتها، أما عريس عين صالح فيرتدي الزي العربي التقليدي المتكون من العمامة، القميص الأبيض والعباءة، ويحمل سيفه بين يديه. جرت العادة أن تزف العروس إلى بيت زوجها أمسية الخميس وقبل أن تدخل العروس بيت زوجها يمسك بيدها ولي أمرها، حيث يضع يده اليمين فوق يدها في أعلى بوابة البيت من الجهة اليمنى، وكل النسوة تطلقن زغاريدهن ويرددن ”بسم الله .. ما شاء الله، يا ربي أتمَر وتعمر” ، ”ان شاء الله بالتمر”، بسم الله والصلاة على النبي محمد .. يعمّر لها الدار وتربي لأولاد”، بعدها يعطى للعروس كأس الحليب لتشرب منه ثلاث مرات، ثم تسكب ما تبقى منه على ثوبها، وبعدها يعطى لها سكين ويطلب منها الضرب به أعلى البوابة، كما تلقي بكومة رمال خلفها وبعدها يمسك ولي أمرها برأسها ويتلو عليها آية الكرسي، ومن ثم تجتاز عتبة البيت برجلها اليمين، تدخل العروس إلى بيت الزوجية بعد أن يقوم الأهل بإطفاء جميع الأضواء، حيث تدخل في الظلمة” وهذا خوفا من سرقة زينها أوجمالها كما يعتقد نسوة المنطقة وتجلس العروس في صدر البيت وتقوم النسوة بالرقص على إيقاع الطبل دون أن تكشف العروس عن وجهها ”ما تعرو لعروس ليسرقو زينها” هكذا تقول نساء المنطقة ولا يجوز في عين صالح أن يرى أحد العروس قبل زوجها. تشتهر أعراس عين صالح بتقديم طبق السفوف الذي يقدم لتكريم الضيوف وهو عبارة عن تمر يابس يدق في المهراز ويقدم مرفوقا باللبن وله مذاق وطعم خاص.