عيد المولد من الأعياد المحلية التي تشتهر بها منطقة بني عباس بالساورة، حيث تدوم الاحتفالات سبعة أيام في مهرجان شعبي كبير تحييه فرق القارقابو وتكثر في هذه المناسبة قراءة القرآن، حيث تحضن المساجد والمدارس القرآنية الأطفال وتقرأ بصفة جماعية البردة والهمزية وتضع فيه النسوة الحناء ويحضرن الأطباق التقليدية مثل الكسكسي والبركوكس والروينة والمردود وتكثر في هذا الموسم عقود الزواج وحفلات الختان وحتى إبرام العقود التجارية وعقد صفقات المشاريع وتشهد زاوية وضريح الولي الصالح سيدي محمد بن بوزيان بقصر القنادسة مهرجان الاحتفال يميزه الأطفال بأزيائهم التقليدية على غرار باقي زوايا وأضرحة المنطقة مثل زاوية سيدي سليمان بوسماحة بمدينة بني ونيف وزاوية سيدي أحمد بن وموسى بكرزاز وغيرها من زوايا المنطقة بني عباس، حيث تبدأ التحضيرات للمهرجان الشعبي مع مطلع ربيع الأول في المساجد التي تقرأ فيها البردة والهمزية بطريقة جماعية بعد صلاة العشاء تقام ”الحلقة” محمد صلوا عليه تجمع كل سكان بني عباس يرتدون خلالها الأزياء التقليدية البرنوس والشاش والقندورة، حيث ينطلق الاحتفال على وقع البارود وترديد أهازيج شعبية بصوت جماعي ”محمد صلوا اعليه” فيما تنطلق زغاريد النساء لتزيد المشهد روحانية وجمالا تستمر الاحتفالات ليل نهار وتتحول قلعة بني عباس إلى مدينة لا تنام. في اليوم الثامن تحضر النسوة ما يعرف عندهم ”بطعام الحبوس ومناتة”، حيث يكون تقديم الطعام لضيوف المهرجان وقفا على عائلة من بني عباس تتكفل بتحضير الطعام ونقله إلى المسجد. النساء من جهتهن يقمن بما يعرف ب”الحضرة” داخل البيت تقام في شكل مدائح دينية في مدح خاتم الأنبياء ومن بين ما يردد فيها ”خيري سعدي على محمّد ودني مولانا بخيار الذكر”. في اليوم الحادي عشر من ربيع الأول يقوم الأهالي بصباغة أضرحة الأولياء باللون الأبيض ويطلق عليها عملية ”التجيار” وعصر نفس اليوم يقوم تلاميذ وطلاب الزوايا بمسيرة لزيارة أضرحة الأولياء حيث يختلطون مع السكان في الساحة الرئيسية المخصصة لاحتفال والتي يجب أن ينضم إليها كل من يعود أصله إلى بني عباس حتى ولو كان مقيما خارج أرض الوطن، في ليلة 12 ربيع الأول ينضم أهالي بني عباس وضيوف المهرجان إلى حلقة الراقصين ”محمد صلوا أعليه” فيبدع الراقصون بألبستهم التقليدية في أداء الأهازيج الشعبية وإطلاق البارود كما يحمل الأطفال سعف النخيل في أيدهم وهم يرتدون الألبسة التقليدية، حيث يكون هذا التقليد حكرا على الأطفال الذين يختنون بالمناسبة في يوم مولد الرسول ”ص” . بعدها يخرج الرجال الذين كونوا حلقة ”محمد صلوا أعليه” ليجوبوا بساتين المدينة كما ينزلون إلى القصر العتيق على صوت البارود الذي ينبعث من بنادقهم التقليدية. تستمر الجولة التي ينضم إليها الأهالي والزائرون مرددين الأهازيج والأغاني الشعبية المحلية، فيما تصفق النساء ويزغردن فيتكون مشهد بهيج يعكس روح التكافل الجماعي في واحد من المهرجانات الشعبية التقليدية الضاربة في تاريخ هذا الوطن.