توقع البنك الدولي ”ثورة جوع ثانية” قد تعصف بدول العالم مع استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية، في وقت حذر خبير دولي من سقوط الجزائر في ”فخ” مثل هذه التحذيرات التي قد يستفيد منها مستوردون وتجار لإلهاب الأسعار بعد عير الفطر. وقال الخبير في الاقتصاد الدولي، عبد المالك سراي، أن الجزائر لديها ما يكفي من مخزون الحبوب لمدة 6 أشهر ولكن قبل الحديث عن ذلك فإن الخزينة الغذائية على المستوى العالمي غير معروفة لحد الآن ولم تدخل بعد في الحسابات النهائية لمحصول القمح والحبوب ما يبعد إمكانية وقوع العالم في أزمة غذاء. وفي اتصال مع ”الفجر”، صنف سراي تحذيرات البنك الدولي في سياق ”الإشاعات” التي تدخل في إطار إستراتيجية يتبعها مستوردون كبار لهم تأثير على المستوى الدولي للضغط على حكومات الدول المستوردة للغذاء كالجزائر، لدفعهم للمواصلة في استيراد هذه المواد بأسعار غالية. ويمكن للجزائر تغيير هذه النظرة -حسب المصدر - خصوصا وأن لديها احتياطي من الحبوب وإنتاج وفير يكفي إلى نهاية العام لذا استبعد في ظل هذه المعطيات سقوطها في الفخ محذرا من الكلام الدولي. وطالب الخبير الحكومة الجزائرية ووزارة التجارة ومؤسسات المجتمع المدني بمراقبة الأسعار، مشيرا إلى استفادة التجار من تحذير البنك الدولي لصالحهم عن طريق إعادة النظر في الأسعار والزيادة فيها بشكل مبالغ، وفي هذا الصدد، استبعد محدثنا تكرار سيناريو ”انتفاضة الزيت والسكر” في الخامس من جانفي 2011 بنفس الحدة بفضل الاحتياطات المالية في الخزينة العمومية، داعيا وزارة التجارة والسلطات المعنية إلى تبديد مثل هذه الإشاعات مباشرة بعد عيد الفطر المبارك. وكان البنك الدولي، أبدى قلقه إزاء ارتفاع أسعار الغذاء العالمية وما قد يترتب عن ذلك من آثار على الدول الفقيرة في العالم، وسط أسوأ موجة جفاف تضرب الولاياتالمتحدة وتراجع في مخزون الحبوب، وسجل البنك ارتفاع أسعار القمح بأكثر من 50 بالمائة منذ منتصف جوان الماضي، بجانب زيادة تجاوزت 45 في المائة لأسعار الذرة، خلال ذات الفترة، كما ازدادت أسعار الصويا بنحو 30 في المائة منذ الشهر الماضي، وبأكثر من 60 في المائة منذ نهاية العام الماضي. وتأتي هذه المخاوف فيما تشهد الولاياتالمتحدة موجة جفاف قوية هي الأسوأ منذ 1956، ما أثر بصورة كبيرة على محصولي الذرة وفول الصويا في أكبر مصّدر للحبوب في العالم. وحذّر رئيس البنك جيم يونغ كيم، في بيان، من الآثار السلبية لارتفاع أسعار الغذاء على فقراء العالم، قائلاً: ”تتأقلم الأسر مع ارتفاع أسعار الغذاء بحدة بإخراج أولادهم من المدارس والاعتماد على أطعمة رخيصة ذات قيمة غذائية أقل، ولهذا تأثير كارثي على الحياة الاجتماعية والجسدية والعقلية، علاوة على تأثيره على رفاه ملايين الشباب”. وقال يونغ كيم إن البنك الدولي وشركائه يراقبون الوضع عن كثب ”حتى يتسنى لنا مساعدة الحكومات على وضع سياسات تساعد الناس على التأقلم”، وأضاف بأنه لا يمكن أن نسمح لأن يكون لارتفاع أسعار الغذاء على المدى القصير أضرارا طويلة الأمد على الدول الأكثر فقرا وضعفا في العالم”، ليشير إلى أن لدى البنك مجموعة من البرامج لمساعدة الحكومات في حال تفاقم الوضع، وقالت المؤسسة المالية الدولية، إنه ما من مؤشرات تدل على شح فعلي متوقع في إنتاج الحبوب الرئيسية، لكنها لفتت إلى تراجع مخزون المحاصيل مع استمرار اعتماد حصادها على المناخ الدولي.