يقابل الكتلتين السياسيتين الرئيسيتين في ليبيا، وهما ائتلاف ليبرالي يقوده رئيس الوزراء السابق محمود جبريل وحزب العدالة والبناء، تحد جديد، بعد انتهاء الانتخابات، وهو تشكيل الحكومة، حيث يتسابقان إلى الاتفاق مع المستقلين الذين يشغلون 120 مقعدا من المقاعد 200 للمؤتمر الوطني و الذين لم يحددوا اتجهاتهم بعد والذي سيساهم بشكل رئيسي في تشكيل الأغلبية في الحكومة والمؤتمر الوطني. وقال عبدربه يوسف بوبريق أستاذ الفلسفة الذي فاز بمقعد في مدينة البيضاء بشرق ليبيا إن الجانبين يريدان أن يعرفا رؤيته وأفكاره من أجل مستقبل ليبيا ومع أي جانب سيتعاون. وأضاف أنه رد على الجانبين بقوله إنه لن ينضم إلى أي جانب في الوقت الراهن وأنه يريد أن يرى ما هو الأفضل لمصلحة ليبيا الوطنية. وتفوق تحالف القوى الوطنية الذي يقوده جبريل على الأحزاب الإسلامية في الانتخابات التي جرت في السابع من يوليو تموز وحصل على 39 مقعدا من 80 مقعدا على وجه الإجمال مخصصة للكتل السياسية مقابل 17 مقعدا لحزب العدالة والبناء الذراع السياسية للإخوان المسلمين. لكن هذه الأرقام على وضوحها لا تترجم إلى أغلبية آلية لجبريل نظرا لأن المقاعد الباقية وعددها 120 مقعدا مخصصة للمرشحين المستقلين الذين يصعب تحديد انتمائهم مثل بوبريق. ومن المتوقع أن يقوم هؤلاء المستقلون بدور حاسم برغم انهم خليط غير متجانس من المحامين ورجال الأعمال والنشطاء والمعارضين السابقين لمعمر القذافي الذين انتخب أغلبهم على أساس الصلات المحلية والسمعة الطيبة لا على أساس الانتماء السياسي والفكري. لكن حتى الآن لم تتضح الصورة بشأن ما إذا كانت جماعة واحدة ستهيمن على المؤتمر الوطني الذي سيختار رئيسا للحكومة ويسن التشريعات ويعد لانتخابات جديدة بعد كتابة دستور جديد العام القادم. وقال زعيم حزب العدالة والبناء محمد صوان إن 19 مستقلا يتحالفون مع الحزب. وأخفق حزب الوطن الذي يقوده رئيس المجلس العسكري في طرابلس ذو الخلفية الإسلامية عبد الحكيم بلحاج في الفوز بأي مقعد من المقاعد المخصصة للأحزاب. من ناحية أخرى، أغلق المعبر الحدودي بين ليبيا وتونس من الجانب التونسي بعدما كان أغلق في وقت سابق من الجانب الليبي لأسباب أمنية. ونقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء عن مصدر أمني قوله إن المعبر أغلق من الجانبين حفاظا على سلامة المسافرين التونسيين والليبيين في الاتجاهين دون تحديد آجال لذلك.