يقول البروفيسور عبد المجيد بوزيدي المستشار السابق برئاسة الجمهورية في حوار له مع جريدة الشروق اليومي إن النظام عندنا يرفض انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية، لأنه غير قادر على احترام القواعد المتعلقة بالمنافسة والشفافية والانفتاح التي ستفقده السيطرة على الريع... هذا كلام رجل خبير مضطلغ بكثير مما جرى ويجري في دواليب السلطة ودهاليزها ومن الشخصيات الجزائرية المحترمة التي يعتد بها وتصريحه هذا ليس ادعاء على ما أعتقد ولكنه الحقيقة المرة التي نعيش فصولها يوميا... فالاقتصاد الجزائري المعتمد على البترول والغاز لا نرى أي عملية جادة للنهوض به وتطويره وتنويع مصادره ولم نلمس من الحكومات المتعاقبة أي تحرك ملموس من أجل ذلك وكأن الشأن الاقتصادي للبلاد لا يعني أحدا من المسؤولين النافذين في الجزائر... بعد قول هذا الخبير علينا أن نصدق كل ما يروج حول العراقيل التي توضع للمسثمرين العرب والأجانب حتى الشركات العالمية المعروفة لم تسلم من العرقلة هذه الشركات والمصانع العالمية تتسابق الدول الأخرى من أجل أن تقيم مشاريعها على أراضيها فتجني ويجني شعبها الخير العميم وتسهم في تطوير عجلة انتاجها والقضاء النسبي على البطالة فيها...أما بعض المسؤولين عندنا فإنهم يفكرون بصفة فردية لا بصفة مؤسسة أو بصفة المنصب الذي يشغلونه، إذ تراهم يضعون في حسبانهم مدى استفادتهم هم كأفراد من هذا المشروع أوذاك وهل هذا المشروع يمكن أن يدر عليهم هم كأفراد فوائد أم لا ... بعض المسؤولين ولا أقول الكل تفكيرهم الفردي مدمر للغاية فهم لا يتمنون أن يصبح كل أفراد الشعب الجزائري مرتاحا ماديا ويعيش في بحبوحة ورغد ولا يريدون الاستقرار المادي والاقتصادي للوطن بل همهم كل همهم كيف يثرون ويتمتعون بالريع الوطني بعيدا عن أفواه وأعين الغلابى من أبناء هذا الشعب... ألم يحن الوقت ليراجع هؤلاء بأن الوطن يسع الجميع وبأن الشمس تشرق على الجميع وبأنهم عندما يكونون في مجتمع كل أبنائه يعيشون في راحة مالية خير لهم من العيش في وطن فيه طبقتان متناقضتان متباينتان، طبقة أثرت على حساب صمت وغفلة الأخرى... فلا تكونوا أيها السادة أربابا في الأرض لأن عين رب الأرباب لا تنام ما دام هناك مظلومون على وجه هذه الأرض..