الخامنئي يفتي بحرمة المساس بصحابة رسول الله الانتقالي الليبي طرد دبلوماسيا إيرانيا بسبب "كتاب" يصرّ أغلب المسؤولين الإيرانيين الذين التقيناهم في طهران، على القول بأن الصورة الحقيقية لواقع المجتمع الإيراني تختلف كل الاختلاف عن الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام الأجنبية عنه، خصوصا ما تعلق بصفة التشدّد التي ألصقت بالنظام الإيراني منذ سقوط نظام الشاه سنة 1979، وفي هذا الصدد يتحدث إلينا محمد باقر خرمشاد، رئيس رابطة الثقافات والعلاقات الإسلامية، الذي يقر بعجز الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مجارات ما وصفها بالبروباغندا الإعلامية العالمية ضد إيران.. يرى الدكتور خرمشاد، أن الغرب يدرك جيدا أن إيران قائمة على رجلي العلم والإيمان، في الوقت الذي يروج فيه الغرب لسلطة المادة على الحياة، لذلك يحاول رموزه جاهدين تشويه النموذج الإيراني من خلال اتهام الجمهورية بالتشدد والتضييق على الحريات ومناهضة الديمقراطية، وهي التهم التي، يضيف خرمشاد، لا تمت للواقع بصلة، بدليل التقدم الكبير الذي تشهده إيران في مختلف المجالات الحيوية، لاسيما العلمية منها، رغم الحظر الاقتصادي والسياسي المفروض على الجمهورية الإسلامية منذ سنوات. قنوات الشيعة في النايل سات ليست شيعية ! ويعترف رئيس رابطة الثقافات والعلاقات الإسلامية، أن دولته عاجزة عن مجاراة الآلة الإعلامية الغربية التي تحاول بكل ما أوتيت من وسائل وإمكانات، تشويه الواقع الإيراني وتغييب إنجازات الجمهورية، وتخويف العالم من الخطر المفترض، حتى على الدول العربية التي تدفع اليوم ثمن التضليل الإعلامي. وفي هذا الصدد، سألنا الدكتور خرمشاد، عن الصورة السيئة التي تنقلها الكثير من الفضائيات الشيعية للمتلقي العربي عموما والجزائري خصوصا، الذي يتعامل مع تلك القنوات بكثير من التحفظّ، نظرا للخطاب الديني المتشدد الذي تقدمه، خاصة ما تعلّق بالتهجّم على المذهب السنّي والمساس بشخوص الصحابة رضوان الله عليهم، ليفاجئنا الدكتور خرمشاد بالقول إن الإيرانيين أنفسهم منزعجون من تلك القنوات، مؤكدا أنها قنوات "منتحلة صفة" لا علاقة للدولة الإيرانية بها، كاشفا أن أغلب تلك القنوات تبث من الغرب، وتقدم مادة منتقاة بعناية من المخابر الأجنبية، لتشويه صورة الشيعة، ويضيف خرمشاد أن بعض مسؤولي هذه القنوات هم عملاء لأمريكا على غرار جنرال كويتي سابق "يدعى ياسر" حبيب والذي يدير في لندن إحدى القنوات التي تدّعي الدفاع عن الشيعة، ويقوم بالتهجّم على السنّة. وفي المقابل، يضيف الدكتور، جنّدت أمريكا أيضا بعض القنوات التي تدعي الدفاع على السنة للتهجم على الشيعة ومن ثمة إشعال حرب إعلامية بين السنة والشيعة لا أساس لها من الصحة تنعكس للأسف على المجتمعات المسلمة بمذاهبها الشتى، وتحدث بينهم الفتنة والانشقاق، على ميزان النظرية العالمية فرّق تسد. لأن الغرب يدرك جيدا أن السبيل الوحيد للقضاء على المسلمين هو خلق الفتنة بينهم، وتلك القنوات ما هي إلا وسيلة من وسائل الحرب على المسلمين، يضيف خرمشاد. وبالحديث عن الحرب الإعلامية، يواصل رئيس رابطة الثقافات والعلاقات الإسلامية، قوله بأن رجال الوهابية والسلفية المتشددة، يروجون أيضا لما يصفونه بالخطر الشيعي على الأمة الإسلامية، ويحاولون بكل الوسائل إقناع أنفسهم والآخرين بوجوده، بحجة أن الشيعة يبيّتون العداء للسنّة، ووصل بهم القول بأننا، يضيف خرمشاد، نسبّ الصحابة ونرميهم بشرّ، هذا ما دفع بالمرشد العام للثورة آيت الله خامنئي، مؤخرا، إلى إصدار فتوى، تحرم المساس بأصحاب الرسول الكريم، ولو بالتلميح. وهي الفتوى التي لاقت قبولا كبيرا في المجتمع الإيراني ومرجعياته الدينية. وفي هذا الصدد؛ نواجه الدكتور خرمشاد، بإخباره بوجود تقارير إعلامية مستندة إلى تقارير أمنية، تتحدث عن تبشير شيعي في الجزائر، لكن خرمشاد ينفي قاطعا ذلك، مفندا دخول أي رجل دين إيراني إلى الجزائر أو أي بلد آخر، بهدف نشر الفكر الشيعي، ويؤكد الدكتور خرمشاد في هذا الصدد، أن هذه التهمة لا تتعلق فقط بعلاقة إيران مع الجزائر، حيث قامت قيادة المجلس الانتقالي الليبي، مؤخرا، بطرد الملحق الثقافي الإيراني من الأراضي الليبية بحجة العثور على كتاب شيعي بحوزته، وهي حادثة غريبة نأسف كثيرا لوقوعها مثلما نأسف على علاقاتنا الدبلوماسية المقطوعة مع المملكة المغربية بحجج مشابهة. حتى أن التعاطف الذي أبداه رئيس حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي مع النهضة الإيرانية، سبب له انتقادات واسعة في تونس وفي الوطن العربي، وهو الأمر الذي نستغرب وقوعه في بلدان إسلامية، يضيف خرمشاد. وفي سياق متصل، يشير الدكتور، إلى أن التعاطف الذي حصل في كثير من البلدان الإسلامية مع المذهب الشيعي راجع بالأساس إلى تعاطف مع بعض وجوه المذهب الذين حققوا في السنوات الأخيرة إنجازات علمية أو سياسية أو عسكرية مهمة، على غرار ما قام به رجال المقاومة في لبنان ضد العدو الصهيوني في صيف2006، وكذلك الإعجاب بالتقدم العلمي والصناعي الذي تحققه الجمهورية الإسلامية يوما بعد يوم؛ رغم الحصار المفروض عليها دوليا. وفي السياق، يكشف الدكتور خورشيد عن تسجيل أكثر من أربعة ملايين طالب في الجامعات الإيرانية، منهم أكثر من 900 ألف طالب مسجلين لنيل شهادات عليا. تجسيد الأنبياء في الدراما الإيرانية نفعه أكبر من ضرره بالعودة إلى قضية الاتهامات التي تتلقاها إيران من المجتمعات العربية السنيّة، حول المساس ببعض المقدسات الدينية، سألنا رئيس رابطة الثقافات والعلاقات الإسلامية، عن جدلية تجسيد الأنبياء والمرسلين، في بعض المسلسلات والأفلام الإيرانية، كما حدث في مسلسل "يوسف"، أو "مريم العذراء" أو حتى "أصحاب الكهف". وهو الأمر الذي أثار جدلا كبيرا في أوساط دينية وشعبية في البلدان الإسلامية. وهنا يؤكد الدكتور خرمشاد، أن الأمر قد أثار أيضا الكثير من الجدل في إيران قبل الموافقة عليه، وقد تم قبول ذلك من منطلق فتوى دينية تقول "إن ما كان نفعه أكثر من ضرره فهو مباح". ونحن نعلم، يضيف محدثنا، أننا في هذا العصر محتاجون جدا للعودة إلى فضائل السابقين ومآثرهم، وبما أن تحقيق ذلك من دون تجسيدهم لن يكون مقنعا بالنسبة للمتلقي، أجازت المرجعيات الدينية في إيران ذلك، وأظن أن الأمر لاقى استحسانا كبيرا في المجتمعات الإسلامية التي تقبلت الأمر وتصالحت معه- يضيف الدكتور- الذي انسجاما مع ما ذهب إليه، سألناه عن رأيه في قيام جهة إنتاج سعودية، متمثلة في "مجموعة أم بي سي" بالشراكة مع التلفزيون القطري، بإنجاز مسلسل حول عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ظهرت فيه وجوه الصحابة رضوان الله عليهم، بمن فيهم خلفاء رسول الله، أبو بكر الصديق وعلي كرم الله وجهه. وهنا أبدى الدكتور خرمشاد بعض التحفظ، قائلا إنه، شخصيا، يرى أن تجسيد الأنبياء والمرسلين يختلف عن تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية والسينمائية، مشيرا إلى أن الأمر قد يصل بالمتلقي المسلم، مع مرور الزمن، إلى تقبل فكرة تجسيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الأمر الذي حذّر الدكتور من وقوعه مستقبلا. في سياق مرتبط، يرى رئيس رابطة الثقافات والعلاقات الإسلامية، أن الصناعة السينمائية الإيرانية استطاعت أن تجد لها مكانا مهما بين صناعات السينما العالمية، من خلال تبني فكرة السينما النظيفة، الخالية من العنف والجنس، وهما المادتان اللتان تقوم عليهما السينما الأمريكية، ويؤكد خرمشاد أن الصناعة السينمائية الإيرانية تطورت كثيرا ب"فضل" الحصار الاقتصادي الذي تعاني منه إيران منذ عقود، وهو الحصار الذي ينظر الدكتور إلى نصف كأسه الملأى، حيث يؤكد أن إيران حققت اكتفاءها الذاتي في كل مجالات الحياة من خلال الاعتماد على طاقاتها البشرية والمادية لتطوير منتجاتها الغذائية والصناعية إلى حدّ التصدير إلى الدول المجاورة، وهو الأمر الذي يواصل الحصار الأمريكي محاربته بشتى الوسائل، يختم الدكتور خرمشاد.
رجال الوهابية والسلفية المتشددة، يروجون أيضا لما يصفونه بالخطر الشيعي على الأمة الإسلامية، ويحاولون بكل الوسائل إقناع أنفسهم والآخرين بوجوده، بحجة أن الشيعة يبيّتون العداء للسنّة
بعض مسؤولي هذه القنوات هم عملاء لأمريكا على غرار جنرال كويتي سابق "يدعى ياسر" حبيب والذي يدير في لندن إحدى القنوات التي تدّعي الدفاع عن الشيعة، ويقوم بالتهجّم على السنّة
تجسيد الأنبياء والمرسلين يختلف عن تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية والسينمائية، الأمر قد يصل بالمتلقي المسلم، مع مرور الزمن، إلى تقبل فكرة تجسيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم