إحتجت السلطات السورية على تصريحات المبعوث الأممي الجديد، الأخضر الإبراهيمي، وقالت إن حديث الإبراهيمي عن ”حرب أهلية” في سوريا ”مجاف للحقيقة” وموجود فقط ”في أذهان المتآمرين” على حد قول أحد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية السورية، الذي أدلى بتصريحات لوكالة الأنباء السورية ردا على تصريحات الإبراهيمي، التي قال فيها إن سوريا تعيش حالة حرب أهلية. انتقل استياء المعارضة السورية من تصريحات المبعوث الأممي الجديد إلى الطرف الآخر في الصراع ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول فى وزارة الخارجية أن ”التصريح بوجود حرب أهلية في سوريا مجاف للحقيقة وهو فقط في أذهان المتآمرين على سوريا”. وأضاف أن ما يجري في سوريا ”جرائم إرهابية وأن الشعب السورى يواجه مؤامرة تنفذها عصابات تكفيرية مسلحة مدعومة من دول معروفة بالمال والسلاح والمأوى”. وقال تعقيبا على ما أوردته بعض وسائل الاعلام من تصريحات منسوبة للأخضر الابراهيمي، المبعوث الاممي الى سوريا: ”إنه ليس من مهام أى دولة أو طرف أو مبعوث أممي الحديث عمن يقود سوريا لأن الشعب السوري وحده هو صاحب هذا القرار”. وتأتي هذه التحديات الجديدة عن الإبراهيمي بعد يوم فقط من الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بينه وبين المعارضة السورية الممثلة في ”المجلس الوطني السوري” وهي الأزمة التي لا تداعيات لها بينما لم يتلق الإبراهيمي الاعتذار الرسمي من المعارضة السورية لاتهامها له علنا بقيادة مبادرة تسعى للاستهتار بحق الشعب السورى فى تقرير مصيره. ولم يلتق بعد الإبراهيمي الذي تم اختياره مبعوثا أمميا مشتركا للأمم المتحدة والجامعة العربية بأي من طرفي الأزمة السورية الرئيسيين، بينما اختار مباشرة مهمته انطلاقا من فرنسا، أين التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والذي أكد له ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الاسد كحل أساسي للأزمة السورية، وهو ما اعتبرته روسيا مؤشرا على تدخل أجنبي، يسعى تحالف الدول الغربية المطالبة برحيل الأسد إلى تطبيقه، وسارت روسيا إلى توجيه رسالة مشفرة إلى المبعوث الأممي الجديد محذرة إياه من جميع الحلول التي تقود نحو التدخل الأجنبي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في رد صريح على التهديدات الأخيرة التي رفعها كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والأمريكي بارك أوباما تجاه الأزمة السورية، وبخصوص إمكانية الاستجابة إلى دعوات المعارضة السورية الداعية إلى فرض حظر جوي على سوريا أن روسيا والصين متفقتان على عدم السماح بأي انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، حيث قال لافروف في تحذير للغرب بعدم اتخاذ إجراء من جانب واحد، فيما يتعلق بسوريا حسب ما تناقلته وكالات الأنباء الروسية. ونقلت وكالة ”أنترفاكس” خلال اجتماع مع داي بينغ غو، مستشار الدولة الصيني، أن التعاون الدبلوماسي الروسي الصيني يستند إلى الحاجة إلى الالتزام بصرامة بمعايير القانون الدولي والمبادئ الواردة في ميثاق الأممالمتحدة وعدم السماح بانتهاكها. فيما تهدف مبادرة المبعوث الأممي الجديد الذي عين خلفا لكوفي لعنان لبحث حلول للأزمة السورية إلى أحداث توافق دولي لحل الأزمة السورية، أعلن الرئيس الأمريكي بارك أوباما أن بلاده لا تمانع حل الأزمة عبر التدخل الأجنبي، كما قال خلال مؤتمر صحفي عقده أول أمس ”حتى الآن لم أعط أمر التدخل عسكريا في سوريا”، مضيفا ”لكن إذا بدأنا نرى نقلا أو استخداما للسلاح الكيمياوي فذلك سيغير حساباتي ومعادلتي”. وتواصل الأزمة السورية كل يوم العصف بمستقبل مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وسط استمرار المواجهات المسلحة بين النظام السوري والميليشيات المختلفة التي من بينها أعضاء من تنظيم القاعدة. وقال رئيس المجلس الوطنى السورى، عبد الباسط سيدا، إنه ”لن يمر وقت طويل حتى يتم وقف أعمال القتل، التى تشهدها سوريا”، داعيا إلى إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين. وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أمس أن عبد الباسط سيدا أدلى بهذه التصريحات الليلة قبل الماضية عقب زيارته لمخيم اللاجئين السوريين فى مخيم ”كيليس” جنوب تركيا بمرافقة وفد من المجلس، بينهم رئيس المجلس السابق، برهان غليون. وأضاف سيدا ”نحن بحاجة للتصرف بسرعة لوقف إراقة الدماء فى سوريا لذا يجب وقف المذابح فى سوريا من خلال إقامة مناطق عازله”. وأشارت إلى أن الوفد زار اللاجئين السوريين فى مستشفى كيليس العام.