قال العقيد صالح بوجمعة، رفيق درب الشهيد زيغوت يوسف، في زيارة قادته ل”الفجر” إن هجومات 20 أوت 1955 لها فضل كبير في إنجاز المهمات الكبيرة للثورة التحريرية، في مقدمتها بناء الأرضية العسكرية للثورة وإذابة جليد الخلافات السياسية والفكرية لأحزاب الحركة الوطنية التي سبقت ميلاد الأفالان. عاد صالح بوجمعة بمناسبة الذكرى الثنائية المخلدة لأحداث هجوم الشمال القسنطيني 20 أوت 1955 ومؤتمر الصومام 1956 للحديث عن أول لقاء جمع الشهيد زيغوت يوسف بثوار الولاية التاريخية الثانية ويعود إلى تاريخ 12 نوفمبر 1954 بمدينة الحروش بولاية سكيكدة حاليا، وهو اللقاء الذي أشرف عليه الشهيد ديدوش مراد وظل العقيد بوجمعة، رفيق درب زيغوت يوسف الى غاية استشهاده في سبتمبر 1956 أين كان يرتب لمهمة بالولاية التاريخية الأولى، الأوراس. وشارك العقيد بوجمعة، الذي تولى منصب سفير الجزائر في العديد من البلدان العربية سابقا منها الأردن، سوريا ولبنان في الكثير من الهجومات في الشمال القسنطيني وهي هجومات قال عنها شملت كل الولاية التاريخية الثانية دون استثناء، وقام بمهام مضبوطة وزعها زيغوت يوسف بدقة في اجتماع بقرية ”زمان” بولاية سكيكدة؛ حيث تم توزيع المهام كالتالي: صالح بوبنيدر، المعروف ب ”صوت العرب” مسؤولا عن الخروب وعلي كافي عن الزرقة، إلى جانب كحل الراس مسؤولا عن السمندو وقسنطينة بالإضافة إلى منح مسؤولية منطقة سكيكدة لزيقات، والقل لعمار شطايبي وكذا بوجمعة صالح (المتحدث) الذي تولى مسؤولية منطقة مزغيش بنفس الولاية. وحسب ضيف ”الفجر” فإن أحداث 20 أوت 1955 كانت بمثابة منعطف حاسم في تاريخ الثورة التحريرية؛ حيث أنجزت هذه الأحداث بفضل ذكاء وحنكة زيغوت يوسف، حسب المتحدث، المهمات الكبيرة للثورة التحريرية، ولخصها في إذابة جليد الخلافات السياسية بين أحزاب الحركة الوطنية التي سبقت تأسيس جبهة التحرير الوطني وكذا إرساء واحداث قطيعة فعلية بين الجزائروفرنسا ووضع الأرضية العسكرية للثورة التحريرية وتدويل الثورة ونقل عملياتها إلى فرنسا، وهي إنجازات لم يكن يكتب للثورة النجاح لولا تحقيقها بعد 16 شهرا من اندلاع شرارة أول نوفمبر 1954، يقول المتحدث.