خرج صباح أمس عشرات الشباب من سكان ”حاسي الخنق” التي تبعد عن بلدية الشارف ب15 كلم، شرق عاصمة ولاية الجلفة، في حركة احتجاجية واسعة، قاموا خلالها بغلق الطريق رقم 46 الرابط بين بلديتي الجلفة والشارف، محتجّين بذلك على افتقار المنطقة للعديد من المرافق والشروط الضرورية للحياة كالكهرباء والماء إضافة إلى حالة الطرقات. أجمع المحتجّون على التهميش الذي تعرفه منطقتهم واتهموا المسؤولين بتفضيل مناطق على حساب أخرى، ما خلق حالة من الانقسام بين سكان البلدية، مؤكدين أنّ سكناتهم ظلت طوال سنوات مضت خارج اهتمامات المسؤولين، ما ولّد لديهم معاناة كبيرة يتكبدها ويدفع ثمنها سكان المنطقة، خاصة وأنّ تجمعاتهم السكنية ليست بعيدة عن مقر البلدية إلا ببضعة كيلومترات، ما يستوجب على السلطات المحلية والولائية ضرورة التدخل قصد استفادة هؤلاء من مشاريع تنموية لإخراجهم من العزلة. وفي حديثهم ل”الفجر” أكّد السكان أنّ منطقتهم لم تمسها عمليات التهيئة، خصوصا منها تعبيد الطرقات، خاصة الرئيسية، ما يصعب عليهم التنقل خلال نزول الأمطار لتتحول المسالك الريفية إلى أوحال وبرك مائية، موضحين أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى والمراسلات إلى الجهات المعنية من أجل النظر والتكفل بمطالبهم لوضع حد للغبن الذي يعانون منه منذ عدة سنوات، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، ما جعلهم يعيشون حياة صعبة للغاية على حد تعبيرهم. وأكثر ما أرّق السكان أيضا انعدام الكهرباء، ما اضطرهم إلى توصيلات عشوائية للأسلاك الكهربائية ولمسافات طويلة، ما يشكل بدوره خطرا كبيرا على سلامة هؤلاء السكان، فيما لا تزال بعض المنازل تستعمل الشموع والقناديل للإنارة. وفي هذا الصدّد عبّر المحتجّون عن استيائهم الشديد إزاء الوضعية الكارثية التي آلت إليها منطقتهم وتذمرهم الكبير إزاء تجاهل السلطات المحلية لانشغالاتهم، مطالبين السلطات الولائية بإنصافهم والالتفات إلى هذه المنطقة ورفع الغبن عنها.