على الرغم من أنّ وسط بلدية ديدوش مراد يعرف بعض المشاريع التنموية المهمة، والتّي جعلت المنطقة في مصاف البلديات المتحضرة إلاّ أنّ المشاكل التّي تخنق سكان الضواحي جعلت الهوة كبيرة جدا بين من يعيشون حياة بمشاكل بسيطة وبين من يعيشون حياة لا عنوان لها غير الأزمات.. تختلف الكثير من المناطق والقرى ببلدية ديدوش مراد بقسنطينة، عن بعضها البعض لكنّ العامل الذّي يجمعها هو وقوعها بعيدا عن مركز البلدية وبعيدا عن أعين المسؤولين وكذا اهتمامهم، بحيث ظلّت عديد القرى والمشاتي خارج مجال التّطوّر والتّنمية برغبة من المسؤولين المتهمين بإغفالها عن سبق الإصرار والتّرصد. سكان منطقة قاوقاوة.. لا يعرفون المسؤولين إلا في الانتخابات لا تزال منطقة “قاوقاوة” أو “الشلعلع” المعروفة باسم مزرعة “نغيش” سابقا، التّي لا تبعد عن بلدية ديدوش مراد إلاّ ببضع كيلومترات حبيسة مطالبها التّي علقت إلى أجل غير مسمى، في ظلّ سياسة الإقناع بالوعود الزائفة التّي تتبخّر حالما تصطدم بالواقع. وبالرّغم من رفع سكان المنطقة لمطالبهم المتعلّقة بإنجاز طريق يربطها بالبلدية، وكذا توفير النّقل الذّي من شأنه الحدّ من الوقوع في أخطار الغابة التّي تتوغّل المشتة داخلها، وكثيرا ما ألحقت بسكانها أضرارا بسبب الاعتداءات والتّحرّشات الجنسية والسّرقات من قبل الشّباب الطّائش أو مدمني المخدّرات، وبالرّغم أيضا من تطمينات رئيس البلدية التّي تضمّنت تخصيصه لزيارة ميدانية فور انطلاق الحملة التّحسيسية للحدّ من أخطار الحرائق التّي نظّمت من طرف محافظة الغابات لولاية قسنطينة، إلاّ أنّ وعوده لازالت مجرد كلام ومخطّطاته الحالمة التّي خطها لإحداث التّغيير القريب على “قاوقاوة” لا تزال بعيدة المدى ومتخذة صبغة جديدة مع كلّ زيارة جديدة. الشيء الذّي زاد من سخط السّكان إزاء إطارات ومسؤولي البلدية من جهة والهيئات الولائية من جهة أخرى في ظلّ ما اعتبروه “سخرية” المسؤولين كافة من وضعية المشتة وقاطنيها الذّين مستهم العزلة وسكنتهم وأعادتهم لعصور الظّلام، لدرجة أنّ الكثير من سكان البلدية الأم يجهلون وجود منطقة بهذاالإسم بسبب عزلتها والتّغييب والحقرة التّي سلّطت عليها حتى ما بعد الاستقلال. حي سيدي أعراب بكاف صالح ينتظر حقّه من التنمية يعتبر حي سيدي أعراب الواقع بمنطقة كاف صالح ببلدية ديدوش مراد، واحدا من بين الأحياء المهمّشة، حيث علّقت مشاريع التّنمية به ليصبح اسمه آخر الأسماء المستفيدة عند تقرير إحداثها. فبالرّغم من المخطّطات التّي مسّت منطقة كاف صالح إلاّ أن سكان سيدي أعراب لا يزالون قيد انتظار مشاريع التّهيئة الحضرية التّي من شأنها إضفاء الوجه الجمالي للمنطقة، الشّيء الذّي من شأنه التّخفيف من حدّة الملل الذّي يستشعره السّكان الذّين يفتقدون لمراكز التّرفيه والتّرويح عن النّفس والمساحات الخضراء ومساحات لعب الأطفال،الذّين يقضون أوقاتهم في البيوت أو التّسكع بين أزقة تغزوها الأشواك والمزابل، والتّي تحتاج لمن ينتشلها بعدما تراكمت منذ أسابيع طويلة وساهمت بشكل كبير في انتشار البعوض والحشرات الضّارة، ناهيك عن مشكل النّقص الحاد في قنوات صرف المياه القذرة المختلطة أحيانا بالمياه الشّروب، هذه الأخيرة التّي تعرف تذبذبا في توزيعها من حين لآخر، الشّيء الذّي جعل السّكان في تخوّف دائم من أزمة جفاف بيوتهم. وبالإضافة لما ذكر سابقا فإنّ طرقات المنطقة تشهد حالة متقدّمة من التآكل والاهتراء وكثرة المطبات والحفر،التّي صعّبت على السّائقين أداء مهمتهم في توصيلهم إلى المناطق المجاورة، وهو ما جعل أصحاب السّيارات الشّخصية يحدّدون أوقات الذّهاب وأوقات العودة إلى منازلهم خوفا من تعطّل مركباتهم، ناهيك عن الأعمدة الكهربائية التّي تضمن للمنطقة إنارتها الخارجية. هذا ورغم عديد الشّكاوى التّي تضمّنت ضرورة وضع المخطّطات الاستعجالية التّي من شأنها إعادة الاعتبار للمنطقة وحملها لمواكبة المناطق الحضرية على جناح السّرعة، إلاّ أنّ البعض من ذلك لا يزال معلّقا فيما يسير بعضها الآخر بسرعة السّلحفاة. حي “قربوعة عبد الحميد” معاناة لا تنتهي يبعد حيّ قربوعة عبد الحميد قرابة ال3 كلم عن بلدية ديدوش مراد، إلاّ أنّ سكانه يتحمّلون عناء الانتقال صوب البلدية مشيا على الأقدام حاملين عبء ظروف الجوّ القاسية الحارّة صيفا والماطرة الباردة شتاء، وذلك بعدما سئموا طول الانتظار لحافلات النّقل التّي تضمهم مع سكان بني حميدان، وكذا تكلفة سيارات الأجرة أو “الفرود” التّي تكلّفهم 50 دينارا كحدّ أدنى، وهو الشّيء الذّي نغّص حياة الطّلبة والتّلاميذ بالدّرجة الأولى بالإضافة للعمال والمواطنين الذّين تكون بلدية ديدوش مراد وجهتهم للتّبضع، وبالرّغم من النّداءات التّي تضمّنت تسليط الضّوء على هذه القرية عن طريق إعادة تهيئة الطّريق المهترئة التّي يربط المنطقة بالبلدية وهو ما من شأنه فكّ العزلة عن المنطقة، سيما أنّها نقطة تمرّ بها حافلات بلدية بني حميدان، إلاّ أنّه لا حياة لمن تنادي. هذا ويعاني سكّان المنطقة من مشكلة تزويد المنطقة بالطّاقة الكهربائية، حيث تتشابك الخيوط الكهربائية من كلّ جهة بغية توصيل الكهرباء من محوّلات بعض المنازل إلى الأخرى، وممّا زاد من خطورة الموقف هو ربط المحوّل الكهربائي الواحد لأكثر من بيتين، وبالرّغم من التّباين في كميات استهلاك الكهرباء إلاّ أنّ السّكان يضطرون إلى تقاسم الفاتورة الكهربائية مهما كان ثمنها، وفي نفس السّياق يشهد الحيّ قربوعة نقصا في الأعمدة الكهربائية وذلك بسبب رفض عدد من المواطنين وضعها بالقرب من منازلهم الفوضوية،حيث تعرف المنطقة تفاقما في أعداد البيوت بشكل عشوائي وغير منظم وبدون عقود الملكية، ناهيك عن مشكل غزو قنوات الصّرف الصّحي لمداخلها وأزقتها، الشّيء الذّي أقلق الكثير من السّكان الذّين حوصروا من كلّ الجوانب بعدما احتل أصحاب القنوات جزءا من أراضيهم منذ سنوات طويلة، بحيث ورغم العديد من الشّكاوى التّي وجّهها المعنيون لرئيس البلدية، إلاّ أنّ عيونه لا تزال مغمضة عنها في حين تفاقمت المشاكل إلى حدّ الصّراع الدائم والمحتدم بين السّكان الأصليين والدّخلاء والذّي أوصلهم للمحاكم. ومن المشاكل الأخرى التّي تؤرّق يوميات سكان المنطقة هو محاذاة هذه الأخيرة للمقبرة، التّي أصبح الجزء الشّاغر منها مساحة لزراعة الفول والحمص للبعض من السّكان، الشّيء الذّي أقلق البعض الآخر باعتبار التّصرف غير إنساني وغير أخلاقي، ناهيك عن مشكل غزو دخانها للمنازل حين اجتهاد الحارس في التّخلص من أشواك القبور عن طريق حرقها. كما يشتكي السّكان من الإشكالية التّي بقيت تلاحقهم منذ فترة وهي افتقادهم لعدادات المياه، ما جعل الجهات الوصية تضعهم في بوتقة الدّيون التّي اجتهدت في وضعها على رقاب أرباب البيوت بدون منطلق ولا قاعدة قانونية وذلك بعدما زوّدتهم بها، حيث تصل الدّيون المتراكمة على بعض البيوت 2 مليون، وبالرّغم من التّنديدات التّي صاحبت غضب مواطني المنطقة، إلاّ أن تصميم السّلطات الوصية وتمسّكها بقرارها أحالهم إلى تقبّل الواقع والرّضى في نهاية المطاف.. بني مستينة.. حكاية أخرى مع التخلف يعاني سكان منطقة بني مستينة من إشكالية حادّة تمثّلت في عزلتها وافتقارها لأبسط مظاهر الرّقي والتّحضر، الشّيء الذّي أدخل ساكنيها حيّز التّخلف الموسوم بعدم إعادة الاعتبار للمنطقة منذ سنين طويلة، رغم سلسلة الوعود التّي جفّ حبرها على أوراق السّلطات المحلية، والتّي تضمّنت القضاء على إشكالية العقار الذي تصطدم بها المنطقة بعدما وضع المسؤولون حجّة طابع أرضيتها الفلاحية في ظلّ افتقارها لمراكز الشّباب ودور الأنترنيت وملعب، وعدم إستصلاح الطّريق أو الالتفات لشبكة المواصلات بغية تقويتها.. ويطالب سكان بني مستينة بتعزيز المنطقة بمساحات اللّعب ومواطن التّرويح عن النّفس، وذلك بعدما لعب الملل والقلق دوره إلى حدّ عجز غالبيتهم عن الدّفاع عن حقّهم الضّائع الذّي جعل وضع المشتة يحتضر، بعدما وقع سكاّنها بمشاكل عديدة أهمّها مشكل البطالة التّي غزت فئة الشّباب بالدّرجة الأولى وعامة النّاس بالدّرجة الثّانية، الشّيء الذّي أدخل المنطقة حيّز الفقر والعوز لأبسط متطلّبات الحياة العادية. وفي النّهاية فإنّه وزيادة على جملة المشاكل المتفاقمة داخل هذه الأحياء، هناك مشكل اخرى لا سبيل لذكرها، بينما يبقى موقف المسؤولين مكلّلا بالتّماطل في اتخاذ أيّ إجراءات مستعجلة من شأنها رفع الغبن وفكّ العزلة عن سكّانها، الذّين احتبست أنفاسهم عن المناشدة منذ سنوات طويلة قيد الانتظار، في الوقت الذّي تخصّص فيه مبالغ تبذّر على الأرصفة والواجهات التّي ارتدت أكثر من حلّة خلال فترات الإنتخابات وزيارات كبار المسؤولين بين الفترة والأخرى.