يعاني قاطنو نحو 36 دوار ببلدية ولهاصة الغرابة بولاية عين تموشنت من جملة من الانشغالات جاءت في مقدمتها العزلة المفروضة على الأهالي والمتمثلة في أزمة النقل، حيث استغرب سكان المناطق النائية من تماطل السلطات الولائية في حل مشكل النقل الذي يستمر منذ عقود مرت وسط سخط كبير يعتري على وجه التحديد قاطني القرى والمداشر بالمنطقة. تساءلوا عن سبب سياسة الإهمال والتهميش المعتمدة التي ساهمت في العزلة وضاعفت معاناة هؤلاء المواطنين المتمسكين بأراضيهم. وذكر مواطنون يقطنون بمناطق متفرقة خاصة الشهايرية التحاتة التي تضم دواوير الغرازة،سيدي حساين، بتيخة، عمورن أنهم يعانون الأمرين في ظل غياب النقل، حيث يضطرون إلى كراء سيارات الكلوندستان بمبلغ 400دج للتنقل إلى بني صاف، سواء للتسويق أو العلاج و200دج ذهابا للتوجه إلى بلدية سوق الاثنين لاستخراج الوثائق الإدارية، ويضاعف المبلغ في حالة العودة بسيارة النقل غير الشرعي. كما أضاف هؤلاء المتضررين أنه في سنوات الثمانينات كان النقل متوفرا، ولكن بعد فتح طريق الزوانيف بني صاف تغير الوضع وانعدم النقل وتم تهميش سكان الشهابنة التحاتة وكأنهم ليسوا في خريطة ولاية عين تموشنت، إذ لم يشهدوا يوما زيارة مسؤول من السلطات المعنية للوقوف على أوضاعهم وتسوية انشغالاتهم. ليضيف محدثونا أنهم يشعرون بالمرارة بسبب التهميش، فيما يأملون بزيارة رئيسة الهيئة التنفيذية لتكتب لهم في التاريخ أن منطقة محررة زارها مسؤول منذ فجر الاستقلال. علما أن أغلبية الأهالي فقراء ماديا لكنهم يصدرون لجميع ربوع الوطن شبابا من حفظة القرآن الكريم، الفقر هذا جعلهم يمتطون ركوب الدواب لقضاء حاجياتهم من تسوق وشراء أدوية كونهم مضطرين لانتهاج مسالك وعرة متوجهين من الغرازة عبر الوديانت والهضاب مرورا بعين وردة لأخذ قسط من الراحة واسترجاع الأنفاس. وأمام هذا الغبن يطالب السكان بتخصيص حافلة عمومية تعمل على مستوى هذه الدواوير لتخفيف عبء التنقل عن المواطنين وخاصة العمال والمسنين. يحدث هذا في الوقت الذي تدعمت فيه حضيرة الولاية ب10 حافلات للنقل الحضري تطوف بين بلديات شعبة اللحم وسيدي بن عدة وعاصمة الولاية. وفي هذا الصدد يقول أحد الفلاحين يا ليت حضيت بلديتنا بحافلة واحدة أو سيارة نقل جماعي مادام أن ولهاصة التحاتة تم تعبيد طريقها الرابط بين بني صاف والغرازة بدائرة ولهاصة. وبعبارة أخرى يطالب الأهالي من السلطات المعنية النظر في أوضاعهم بعين جدية كونهم أقوام حافظوا على عاداتهم وتقاليدهم ولم يعرفوا نقطة سوداء في العشرية.