شدد الأطباء المشاركون في الملتقى الجهوي الأول يوم أمس بقسنطينة، الذي تمت مجرياته بالمعهد الوطني للتكوين الشبه الطبي على ضرورة رفع مستوى المتابعة الصحية للمتدرسين في مختلف الأطوار التعليمية بهدف تحسين الخريطة الصحية على اعتبار أنهم جزء فعال من الصحة العمومية. الملتقى الذي دارت فعالياته حول تعزيز الجانب الصحي في الوسط التربوي، تم إثراؤه بمشاركة 17 ولاية تحت إشراف مدير الوقاية لوزارة الصحة ”البروفيسور مصباح”، حيث تم عقد مجموعة من الورشات تم من خلالها تقييم عملية المتابعة الصحية داخل الوسط المدرسي والجامعي وكذا التكوين المهني، وهي الهياكل التربوية التي تتوفر على أكثر من 1780 وحدة متابعة صحية حسب الإحصائيات المقدمة لسنة 2011/ 2012. وأبدى المشاركون تخوفهم من استفحال ظاهرة العنف المدرسي التي أخذت رقعتها تزداد اتساعا خلال السنوات الأخيرة جراء تضافر عدة عوامل، من بينها العجز المسجل في الطاقم الطبي، سيما ما تعلق بالأطباء النفسانيين الذين لا يتجاوز عددهم 1365 طبيب فقط، مقابل 8 مليون متمدرس على المستوى الوطني. وأعاب المشاركون في فعاليات اللقاء الجهوي الأول الذي تم افتتاحه من عاصمة الشرق نسبة التلقيح المسجلة داخل الوسط المدرسي، التي لم تتعد عتبة 75 بالمائة، ما يدل على تدني مستوى الرعاية الصحية للمتمدرسين. جدير بالذكر أن القائمين على وزارة الصحة يسعون من خلال هذه الملتقيات التي سيتم عقدها لاحقا عبر مختلف ولايات الوطن إلى تطوير الخارطة الصحية، حيث سيتم إجراء مجموعة من المشاورات الوطنية التي ستختتم بندوة وطنية تضم حوصلة حول الوضع العام للصحة المدرسية.