يركز البرنامج الصحي الجديد للمتمدرسين، الذي تشترك فيه كل من وزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية، على تدارك النقائص المسجلة لضمان تغطية صحية شاملة تحافظ على صحة أجيال المستقبل· ويهدف برنامج الصحة المدرسية للموسم الجاري حسب نائب مدير الوقاية بالوسط المدرسي في وزارة الصحة، الدكتور الطيب زبير عجاب، لأول مرة إلى خلق فضاءات لمتابعة الصحة العقلية والنفسية للتلاميذ في كل الأطوار، إضافة إلى التغطية الصحية في المؤسسات التربوية وفرض إجبارية الفحص الطبي مرة كل سنة، وتزويد كل مريض بدفتر صحي ·وكشف المسؤول ذاته في كلمة ألقاها أمس لدى مشاركته في ملتقى حول الصحة المدرسية، بقاعة المحاضرات لدار الشباب ''صاولي عبد القادر'' بعنابة، أن التغطية الصحية بالوسط المدرسي بكل أطواره بما فيها المدارس القرآنية والخاصة منها، خلال الموسم الدراسي المنقضي، تجاوزت نسبة 80 بالمائة على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن الفحوصات الطبية المتخصصة تعتبر نقطة سوداء بالمؤسسات التربوية تستدعي استنفار كل الوسائل والإمكانيات المادية والبشرية لتدارك هذا العجز·وفي هذا السياق يتضمن برنامج وزارة الصحة مسعى تحديد عدد الحالات المصابة بأمراض عصبية ونفسية وحتى عقلية من خلال الفضاءات الخاصة التي سيتم إنشاؤها ابتداء من هذا الموسم، فضلا عن إعطاء أولوية كبيرة لمراقبة شروط النظافة والملاءمة الصحية في المؤسسات التربوية وتكوين نواد صحية· وإلى جانب هذا، يركز البرنامج كالعادة على مراقبة صحة الفم والأسنان في وحدات الكشف والمتابعة وكذا في المستشفيات مساء يومي الاثنين والخميس وأيام العطلة·كما أوضح الدكتور الطيب زبير عجاب أن التكفل بالتلاميذ بمختلف الاختصاصات الطبية شهد على العموم تحسنا رغم بعض النقائص المسجلة· وفيما يتعلق باللقاحات بلغت نسبة التغطية ضد الشلل بالمستوى الابتدائي 98 بالمائة و97 بالمائة ضد بوحمرون· في حين وصلت النسبة في المتوسط 92 بالمائة ضد داء الشلل، و96 بالمائة ضد بوحمرون· وأشار ممثل الوزير جمال ولد عباس إلى أن وحدات الكشف تنظم كل سنة حملات تلقيح استدراكية موجهة للتلاميذ الذين لم يتم تلقيحهم خلال الموسم الفارط· وبالنسبة لولايات الجنوب تنظم وحدات الكشف المدرسي حملة واسعة للكشف عن أمراض العيون واستعمال المرهم للوقاية من هذه الأمراض، حيث استفادت نسبة 89 بالمائة من التلاميذ خلال الموسم الماضي من هذه العملية التي تبدأ في شهر أكتوبر وتدوم إلى غاية شهر مارس ترافقها دروس تحسيسية حول نظافة الوجه والأيدي للوقاية من الأمراض المنتشرة بهذه المناطق·للإشارة تتكفل 1703 وحدات للكشف والمتابعة عبر القطر الوطني بأكثر من 8 ملايين تلميذ، يسهر على تسييرها 2051 طبيبل و1887 جراح أسنان و585 طبيبا نفسانيا و2480 عونا شبه طبي· ورغم الوسائل التي سخرتها الدولة للتكفل بالصحة المدرسية، يرى نائب مدير الوقاية بالوسط المدرسي في وزارة الصحة أن القطاع يبقى يعاني من عجز في عدد الأطباء النفسانيين والمساعدات الاجتماعيات اللاتي يلعبن دورا هاما في ترقية الصحة المدرسية·