طالب العديد من فلاحي ومستثمري بلدية سيدي عبد الرحمن التابعة لدائرة تنس شمالي ولاية الشلف، السلطات المحلية بتعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها الصائفة المنصرمة نتيجة للحرائق التي طالت الغطا النباتي والغابي بالجهة، وكانت بلدية سيدي عبد الرحمن أكثر بلديات الولاية تضررا منها. وجد أغلبية الفلاحين والمستثمرين أنفسهم في مواجهة مصيرهم بنفسهم نتيجة للخسائر التي تكبدوها بعد الحرائق التي اجتاحت المنطقة بالنظر إلى عدم حصولهم على أي تأمين لمنتجاتهم الزراعية التي التهمتها السنة النيران، والتي أتت على الأخضر واليابس بالمنطقة كان لبلدية سيدي عبد الرحمن النصيب الأكبر. وتعرضت الكثير من خلايا النحل، الأشجار المثمرة وبعض الأكواخ المعدة لتخزين بعض المنتجات الزراعية وبعض أعلاف الحيوانات بالمنطقة، فضلا عن ضياع ثروة نباتية كبيرة ممثلة في أشجار الصنوبر الحلبي المعروف بالمنطقة، والذي كان يشكل غطاءا نباتيا مثاليا لأبناء المنطقة، فضلا عن المصطافين الذين كانوا يجدون في هذا الغطاء النباتي فضاء للراحة والاستجمام. كما تأثرت كثيرا الثروة الحيوانية بالجهة بفعل تقلص الغطاء الغابي من أشجار وأحراش وزوال الكثير من مقومات الحياة للحيوانات البرية التي كانت تشكل غابات الجهة مرتعا وملجأ لها. للإشارة، بلغ عدد حرائق موسم الصيف المنصرم 138 حريقا مس أكثر من 3 آلاف هكتار من المساحات الغابية عبر 8 بلديات، معظمها عبر الشريط الساحلي للولاية، كان نصيب بلدية سيدي عبد الرحمن منها 1250 هكتار بمعدل 35 بالمائة من مجموع المساحة التي مستها الحرائق التي لم تعرفها المنطقة منذ عقود.