اتهمت منظمة العفو الدولية، أمس، القوات الحكومية السورية بتنفيذ غارات وعمليات قصف عشوائية تستهدف في مجملها مدنيين. وأوضحت المنظمة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أمس، تحت عنوان ”سوريا: دليل جديد - الكثير من القتلى المدنيين في الهجمات العشوائية”، أن القوات الحكومية اعتادت على قصف البلدات والقرى بأسلحة تستخدم في المعارك، ولا يمكن توجيهها ضد أهداف محددة، وهم يعرفون أن ضحايا مثل هذه الهجمات العشوائية سيكونون في معظم الأحوال من المدنيين، هذه الأسلحة يجب ألا تستخدم بحال في المناطق السكنية”. وأكدت دوناتلا روفيرا مستشارة الأزمات في منظمة العفو الدولية، التي زارت 26 بلدة وقرية سورية في الفترة من 31 أوت إلى 11 سبتمبر: ”هذه الهجمات العشوائية تنتهك أبسط قواعد القانون الإنساني الدولي، فهم لا يفرقون بين الأهداف العسكرية والمدنيين”. وقالت المنظمة، ومقرها لندن، إن العديد من القتلى والمصابين يسقطون في منازلهم أو وهم يبحثون عن مكان يختبئون فيه أو حتى في المكان الذي يختبئون فيه. وانتقدت المنظمة عجز المجتمع الدولي عن حل الأزمة السورية، وقالت إن الخلافات تشل المجتمع الدولي عن اتخاذ أي إجراء فاعل ضد المسؤولين عن هذه الهجمات. وأكدت أن على مجلس الأمن الإسراع بإحالة الوضع في سورية إلى الجنائية الدولية لضمان ملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم. وأوضحت المنظمة أن مقاتلي المعارضة أيضا يستخدمون في بعض الأحيان أسلحة غير دقيقة، وأعربت عن خشيتها من أنه في حال نجحت المعارضة المسلحة في الحصول على أسلحة أوسع نطاقا فإنهم سيشنون أيضا هجمات عشوائية وغيرها من الانتهاكات التي يعجز المجتمع الدولي عن وقفها. وانتقد رئيس الحكومة الانتقالية السورية نوفل معروف الدواليبي، المؤتمرات التي تعقدها جهات دولية لمحاولة إيجاد حل للأزمة السورية، داعيا كافة الجهات السورية إلى التوحد والانحياز للشعب دون الانصياع إلى إملاءات دولية من تل أبيب أو موسكو أو واشنطن أو طهران. وأشار نوفل الدواليبي إلى أن الأوضاع في سوريا باتت صعبة، وأن والتضحيات باتت ضخمة، وسوف تكون أكبر إن لم يتحد الشعب السوري، وقال ”لا مجال للرجوع، فإن اتحدتم تحت قيادة واحدة فسوف تُخضعون المال وأصحاب المال لكم، وسوف تُخضعون العواصم العالمية لواقعكم، وواقع دمائكم، فأنتم شعب عظيم ولا حاجة لوصاية أجنبية عليكم، فقد ذهب عصر المذلّة والخضوع، فنحن أمام عصر جديد، سيكون فيه القرار هو قراركم وحدكم”.