تدخلت، أمس، قوات مكافحة الشغب بعنابة لمنع سكان الأكواخ الفوضوية بالفخارين من تنصيب الخيم أمام مقر الولاية بعد أن حاصرتهم، ليلة أول أمس، واستعملت القوة العمومية لطردهم بعد أن حاول المحتجون قضاء ليلة بيضاء في العراء، وهو الأمر الذي زاد في تأجيج الأوضاع التي عرفت تصعيدا خطيرا، خاصة أن طالبي السكن هددوا بتحويل احتجاجاتهم إلى انتفاضة شعبية في حال عدم الإفراج عن مطالبهم المتعلقة بالمشروع السكني الذي خصصته مصالح دائرة عنابة، لسكان البناءات الهشة بحي الفخارين بعد أن تم اختيار الأرضية بمنطقة بوزعرورة ببلدية البوني. وحسب السكان، فإن هذا المشروع السكني لم ير النور منذ سنتين، وهو الأمر الذي لم يهضمه المحتجون الذين طالبوا مصالح الدائرة بالتدخل للنظر في قضية التلاعب بملف السكن بعنابة، خاصة أن طالبي السكن بالأحياء المجاورة كانوا قد استفادوا من حصصهم السكنية، ومنهم سكان الأكواخ الفوضوية بالمحافر والمدينة القديمة بلاص دارم. وفي سياق متصل، حاول أمس، سكان الخرب بحي جبانة اليهود اقتحام مقر الدائرة تعبيرا عن غضبهم الشديد إزاء إسقاط أسمائهم من قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية، خاصة أن أغلبهم يقيمون بالقاعة المتعددة الرياضات بعد أن تهدمت سكناتهم وتحولت إلى خراب خلال الأشهر الماضية، وهي لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الكريمة. وطالب المحتجون بضرورة تنصيب لجنة تحقيق للتحري في القوائم الإسمية الخاصة بالسكنات الاجتماعية ببلدية عنابة، لأنه حسب طالبي السكن فيه تجاوزات خطيرة في عملية إعداد القوائم الاسمية إلى جانب تحويل بعض الحصص السكنية للمعارف، وهي النقطة التي أفاضت الكأس وحوّلت منطقة عنابة إلى صفيح ساخن.