نصبت، أمس، المصالح الولائية بعنابة، لجنة تحقيق خاصة للتحري في ملف السكنات الإجتماعية، وذلك على خلفية الفوضى والتجاوزات الخطيرة التي طالت 3 آلاف وحدة سكنية بعنابة، كانت كافية لتفجير الأوضاع بالبلديات الكبرى على غرار بلديات البوني، عنابة والحجار. وحسب مصادر عليمة، فإن وزارة السكن كانت قد راسلت مصالح ولاية عنابة من أجل إعادة النظر في التقارير السوداء التي أرسلها بعض المنتخبين المحليين، رؤساء الجمعيات وطالبي السكن الذين طالبوا بلجنة تحقيق وزارية تتابع عملية توزيع السكنات في مختلف الصيغ، خاصة منها ذات الطابع الإجتماعي لأن مختلف دوائر الولاية ”تورطوا في التلاعب بالقوائم الاسمية الخاصة بالمستفيدين من السكنات”، منها سكان الأكواخ الفوضوية بالبوني والذين حاولوا، أول أمس، اقتحام مقر الدائرة بعد أن تم تطويق المكان بعناصر إضافية للشرطة تحسبا لأي إنزلاق خطير، علما أن سكان الأكواخ القصديرية بمركز عبور بسيدي حرب، خرجوا، أمس، للشارع تنديدا بالحڤرة والتهميش بعد إقصائهم من أحقية الاستفادة من سكن يأويهم، وقد اتهموا مصالح دائرة عنابة، بالتواطؤ مع مسؤولين لتحويل الشقق لمعارفهم. وطالب المحتجون بضرورة تحرك والي عنابة، من أجل وضع حد لمثل هذه التجاوزات والفوضى، وقد هددت نحو 4 آلاف عائلة تقطن الأحياء الشعبية منها المدينة القديمة، لاكولون، سيدي سالم وسيدي حرب بتصعيد مستوى الاحتجاجات وحرق مقرات الدوائر في حال استمرار مثل هذه التجاوزات. ولامتصاص غضب المتجمهرين وتهدئة الوضع بالولاية، نصبت السلطات الولائية لجنة تحقيق في مختلف البرامج السكنية المقدمة في إطار القضاء على السكنات الهشة بعنابة. وفي السياق ذاته، أقدم أمس طالبو السكن بالبوني، على اقتحام مقر الأمن الحضري الخارجي لمنطقة سيدي سالم، حيث حاولوا تأجيج الأوضاع إلا أن مصالح الشرطة دخلت معهم في مواجهات عنيفة أسفرت عن توقيف عدة أشخاص بتهمة التورط في استعمال العنف ضد المصالح الأمنية. تطور الأوضاع ببلدية البوني، جاء على خلفية إقدام قوات مكافحة الشغب على إزالة الخيم التي أقامها طالبو السكن من حي سيدي أمام مقر الدائرة، بعد أن خرجوا في انتفاضة شعبية ليلة، أول أمس، وطالبوا بأحقية الاستفادة من السكنات الإجتماعية لأن أغلبهم يقطنون في أكواخ فوضوية تنعدم لمختلف المرافق الضرورية، خاصة أمام الانقطاعات المتكررة للكهرباء وغياب قنوات الصرف الصحي ما زاد في تذمر قاطني الصفيح. وفي سياق متصل، حوّل، أمس، سكان الأكواخ الفوضوية بسيدي سالم، غضبهم إلى إحدى الملاهي المتواجدة بعنابة وسط حيث أقدموا على تحطيم الأغراض الخاصة بصاحب الملهى، وقد تدخلت مصالح الأمن لتهدئة الأوضاع وامتصاص غضب المتجمهرين، كما خرج، أمس، سكان بني محافر إلى الشارع قبل أن يحولوا احتجاجهم إلى أمام مقر ولاية عنابة، وقد تدخلت مصالح الأمن لاحتواء غضبهم من خلال تهدئتهم.